الخميس، ديسمبر 06، 2007

الرياضيات و أسطورة الطوفان

سطورة الطوفان : نجد بين الأساطير الخياليه الكثيره الوارده في الكتب القديمه أسطوره تقول أن العالم كله غرق في غابر الأزمان بفعل أمطارٍ كانت أعلى من أعلى الجبال وحسب ما يرد في هذه الكتب فإن الرب قد " ندم مرةً على أنه خلق الإنسان على الأرض " وقال:

- سأهلك البشر الذين خلقتهم على سطح الأرض ( أي على سطح الكره الأرضيه ) : من البشر حتى المواشي ، والزواحف والطيور السماويه سأهلكها ( كلها ) .

وكان الإنسان الوحيد الذي أراد الله أن يرحمه عندئذ ، هو التقى نوح . ولذلك فقد حذره الرب مما يجري من تحضيرات لهلاك العالم وأمر ببناء سفينةٍ كبيره ( وسمى في الكتب القديمه بـ " الفلك " ) بالمقاييس الآتيه : " طول الفلك ـ 300 ذراع ، عرضه 50 ذراعاً وارتفاعه 30 ذراعاً " وكان الفلك يتألف من ثلاثة طوابق . وكان يجب أن ينجو على هذه السفينه ليس نوح فقط مع أسرته وأسر أبنائه البالغين ، ولكن كل أصناف الحيوانات على الأرض. وأصدر الرب أمره إلى نوح أن يأخذ في الفلك زوجاً واحداً من كل أصناف هذه الحيوانات مع احتياطي من المأكولات لها لمدة طويله .

واختار الرب الفيضان الناجم عن الأمطار كوسيلة لإهلاك كل ما هو حي على اليابسه ووجب على الماء أن يقضي على كل الناس وكل أصناف الحيوانات التي تعيش على الأرض بعد ذلك يجب أن تظهر من نوح ومن الحيوانات التي أنقذت معه سلالةً انسانيةً جديده وعالم حيواني جديد .

ويذكر في الكتب القديمه أنه " بعد سبعة أيام جاءت مياه الفيضان إلى الأرض ... وهطلت الأمطار على الأرض طيلة 40 يوماً و40 ليله.... وتزايدت المياه ورفعت الفلك وطاف فوق الماء ... وازدادت المياه فوق الأرض بصوره خارقه بحيث تغطت كل الجبال العاليه التي توجد تحت السماء وارتفعت فوقها بمقدار 15 ذراعاً ... فهلك كل ما كان موجوداً على سطح الأرض بقي نوح فقط وما كان معه في الفلك " . وتروي الأسطوره أن المياه بقيت على الأرض ـ مدة 110 أيام أخرى ، وبعد ذلك اختفت، وغادر نوح الفلك ومعه كل الأحياء التي أنقذت ، لكي يعمر مرةً أخرى الأرض الخاليه .

سنضع سؤالين بشأن هذه الأسطوره :

1) هل كان من الممكن حدوث مثل هذا السيل الذي غطى الكره الأرضيه كلها بأعلى من أعلى الجبال ؟

2) هل كان يستطيع فلك نوح أن يتسع لكل أصناف حيوانات الأرض ؟

99- هل كان حدوث الطوفان ممكناً ؟ تقدم الرياضيات الأجوبه على هذا السؤال وغيره أيضاً .

من أين أمكن أن تأتي المياه التي سقطت مع أمطار الطوفان ؟ بالطبع من الجو فقط . وإلى أين ذهبت بعد ذلك ؟ إن التربه ما كانت لتستطيع امتصاص محيط عالمي كامل كما أنها ما كانت ، بلا ريب ، لتستطيع مغادرة كوكبنا أيضاً . والمكان الوحيد الذي أمكن أن تذهب إليه كل هذه المياه ـ هو المحيط الجوي للأرض : حيث أن ماء الفيضان كان يمكن أن يتبخر فقط ويتحول إلى غشاء هوائي للأرض . وهناك لا بد وأن تظل هذه المياه إلى الآن . إذن ، لو أن كل بخار الماء الموجود الآن في الجو قد تحول إلى ماء وسقط على الأرض فإنه لكان من الممكن حدوث طوفان مرةً أخرى ، ولغطت المياه أعلى الجبال . فلنراجع هل هذا صحيح .

نبحث في كتاب عن الأرصاد الجويه عن كمية الرطوبه الموجوده في المحيط الجوي الأرضي . سنعرف أن عمود الهواء الذي يرتكز على متر مربع يحتوي في الوسط على 16 كجم من بخار الماء ، ولا يمكن أن يحتوي أبداً على أكثر من 25 كجم . سنحسب إذن سمك الطبقه المائيه التي تتكون لو سقط على الأرض كل هذا البخار بشكل مطر . أن 25 كجم أي 25000 جم من الماء تشغل حجماً قدره 25000 سم3 . وهذا هو حجم الطبقه التي مساحتها 1م2 أي 100× 100 أو 10000 سم2. وبقسمة الحجم على مساحة القاعده نحصل على سمك الطبقه وهو 25000÷10000=2.5 سم .

أن الطوفان ما كان ليرتفع أعلى 2.5 سم عن سطح الأرض لأنه لا يوجد ماء آخر في المحيط الجوي . كما أن هذا الإرتفاع من الماء كان سيتحقق فقط في حالة عدم امتصاص الأرض للمطر الساقط أبداً .

أن الحساب الذي أجريناه يظهر أن ارتفاع الماء الذي كان ممكناً عند حدوث الطوفان إن كانت مثل هذه الكارثه قد حدثت فعلاً ، هو 2.5 سم . وهذا الرقم لا يمكن مقارنته بالمسافه إلى قمة أعلى الجبال وهو إيفرست والتي يبلغ ارتفاعها 9 كم . إن ارتفاع الفيضان مضخم في الأسطوره القديمه بما لا يقل عن 360000 مره ! وهكذا فلو كان الطوفان العظيم المطري قد حدث فعلاً فإن هذا لما كان فيضاناً أبداً ، بل مطراً ضعيفاً جداً لأنه كان سيعطي خلال 40 يوماً من السقوط المستمر كميه من المياه ارتفاعها 25 مم فقط أي أقل من نصف مليمتر في اليوم . والمطر الخريفي الضعيف ، الذي يسقط طيلة يوم واحد ، يعطى ماء يزيد عن ذلك ب 20 مره .

100- هل يمكن بناء فلك نوح ؟ والآن نبحث السؤال الثاني .

هل كان من الممكن أن يسع فلك نوح كل أصناف الحيوانات الموجوده على الأرض ؟

فلنحسب " مساحة السكن " في الفلك . فتبعاً للأسطوره القديمه كان الفلك مؤلفاً من ثلاثة طوابق . وكانت أبعاد كل طابق كالآتي : 300 ذراع في الطول و50 ذراعاً في العرض . علماً بأن "الذراع" عند الشعوب القديمه لآسيا الغربيه كان وحدة قياس تساوي تقريباً 45 سم أو 0.45 م ، وهذا يعني أنه بمقاييسنا تكون أبعاد كل طابق في الفلك كالآتي:

الطول : 300×0.45 = 135 م

العرض : 50×0.45 = 22.5 م

ومساحة الأرضيه : 135×22.5 =3040 م2 .

إذن ، إن "مساحة السكن " الكليه لكل الطوابق الثلاثه في فلك نوح تساوي :

3040×3= 9120 م2

هل تكفي هذه المساحه لوضع حتى كل أصناف الحيوانات الثدييه الموجوده على الكره الأرضيه ؟ أن عدد الأصناف المختلفه للحيوانات الثدييه يساوي حوالي 3500 . كان على نوح أن يعطي مكاناً للحيوان نفسه فقط ولكن أيضاًُ لاحتياطي العلف له لمدة 150 يوماً وهي مدة الطوفان . وأما للحيوانات المفترسه فكان يلزم وجود مكان لها ومكان للحيوانات التي تتغذى بها ، وكذلك لعلف هذه الحيوانات . بينما لم يكن في الفلك في المتوسط لكل زوج من الحيوانات الجاري إنقاذها سوى :

9120 =2.6 م2

3500

من الواضح أن هذا " المعدل المعيشي " ما كان ليكفي ، وبالأخص إذا أخذنا بعين الإعتبار أن جزءاً من المكان كانت تشغله عائلة نوح الكثيره الأفراد ، وأنه بالإضافه إلى ذلك كان يلزم ترك ممر بين الأقفاص .

ولكن وجب على نوح أن يجد المأوى في الفلك بالإضافه إلى الحيوانات الثدييه لأنواع أخرى من حيوانات الأرض ، غير الكبيره جداً ، ولكنها أكثر تنوعاً . وعددها ، تقريباً ، هو :

الطيور 13000

الزواحف 3500

البرمائيات 1400

العنكبوتيات 16000

الحشرات 360000

علماً بأن المكان كان ضيقاً بالنسبة للحيوانات الثدييه في الفلك ، فما الحال بالنسبة لهذه الحيوانات ، إنه ما كان ليكفيها بتاتاً . ووجب ليتسع الفلك لكل أنواع الحيوانات الأرضيه ، أن يكون أكبر بعدد كبير من الممرات . ومع ذلك فبالمقاييس المبينه في الكتب القديمه فإن الفلك كان عباره عن سفينه ضخمه جداً تبلغ " حمولتها " ، على حد تعبير البحاره ، 20000 طن . وليس من المحتمل أبداً أن يستطيع البشر في تلك الأزمنه الغابره حيث كان تكنيك بناء السفن لا يزال في فترة الطفوله ، بناء سفينه بهذه المقاييس . وعلى الرغم من ذلك فإن الفلك كان غير كبير بدرجه كافيه لتحقيق الغرض الذي نسبته إليه الأسطوره القديمه . ولوجب على الفلك أن يكون حديقة حيوان كامله مع احتياطي من العلف يكفي لمدة 5 أشهر .

باختصار إن الأسطوره القديمه عن الطوفان العظيم لا تتفق مع الحسابات الرياضيه البسيطه لدرجة أنه من الصعب أن نجد فيها حتى جزءاً صغيراً من أي شيء يطابق الواقع وأغلب الظن أنها استوحيت من فيضان محلي ، أما الباقي فهو من ابتداع الخيال الشرقي الغني .


________________________________________________
منقول من منتدى الملحدون العرب بقلم العضو أشروف

إن العلم الحديث أثبت وقوع تجاوز كبير للبحر الأسود للأراضي المحيطة به قبل حوالي 7500 سنة أي 5000 سنة قبل الميلاد. ومن أهم الأبحاث الجيولوجية التي أثبتت ذلك الأعمال التي قام بها الباحثان William Ryan و .Walter Pitman.
بيت القصيد هو أن بعض المسلمين، ومن اجل إنكار أن قصة نوح أسطورة، يدعون أن الطوفان كان محليا وليس عالميا كما في كتب اليهود والنصارى. ويدعون أن الحيوانات التي حملها نوح على ظهر السفينة هي فقط الحيوانات الداجنة كالدجاج والبقر والماعز ....
ولكن كل كتب تفسير القرآن أجمعت على تكرار الرواية اليهودية النصرانية. بل هناك حديث مروي عن محمد ( رسول الإله المزعوم) يتحدث فيه عن صعود الأسد إلى السفينة وعن عطاسه وخروج القط من أنفه مما اضطر الفأر إلى الاختباء .... هذا حديث ذكر في تفسير ابن كثير ..... أنا أعرف مسبقا أنهم سيقولون حديث ضعيف ... ولكن أوكلما وجدتم أساطير في ديانتكم تقولون حديث ضعيف ؟؟؟؟ ما لكم أيها المسلمون ؟؟ الله خالق الأكوان عجز عن إمدادنا بأحاديث صحيحة ؟؟؟؟ هل ستكذبون قول ابن عباس حبر الأمة الذي قال أن بين آدم ونوح 1000 سنة وهذا مطابق لشجرة الأنبياء التي جاءت في الكتاب المقدس اليهودي. فإذا وقع الطوفان قبل 7500 سنة فهل ظهر آدم فقط قبل 8500 سنة ؟؟؟؟ الحفريات تقول إن الإنسان أقدم من ذلك بكثير..

واليكم الآن ما نقلته من تفسير ابن كثير:
الآية:
[ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ]
تفسير ابن كثير
هَذِهِ مَوْعِدَة مِنْ اللَّه تَعَالَى لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام إِذَا جَاءَ أَمْر اللَّه مِنْ الْأَمْطَار الْمُتَتَابِعَة وَالْهَتَانِ الَّذِي لَا يُقْلِع وَلَا يَفْتُر بَلْ هُوَ كَمَا قَالَ تَعَالَى [ فَفَتَحْنَا أَبْوَاب السَّمَاء بِمَاءٍ مُنْهَمِر وَفَجَّرْنَا الْأَرْض عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْر قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَات أَلْوَاح وَدُسُر تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِمَنْ كَانَ كُفِرَ] وَأَمَّا قَوْله [ وَفَارَ التَّنُّور ] فَعَنْ اِبْن عَبَّاس التَّنُّور وَجْه الْأَرْض أَيْ صَارَتْ الْأَرْض عُيُونًا تَفُور حَتَّى فَارَ الْمَاء مِنْ التَّنَانِير الَّتِي هِيَ مَكَان النَّار صَارَتْ تَفُور مَاء وَهَذَا قَوْل جُمْهُور السَّلَف وَعُلَمَاء الْخَلَف وَعَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [ التَّنُّور فَلَق الصُّبْح وَتَنْوِير الْفَجْر وَهُوَ ضِيَاؤُهُ وَإِشْرَاقه ] وَالْأَوَّل أَظْهَر وَقَالَ مُجَاهِد وَالشَّعْبِيّ كَانَ هَذَا التَّنُّور بِالْكُوفَةِ وَعَنْ اِبْن عَبَّاس: [عَيْن بِالْهِنْد ]ِ وَعَنْ قَتَادَة عَيْن بِالْجَزِيرَةِ يُقَال لَهَا عَيْن الْوَرْدَة وَهَذِهِ أَقْوَال غَرِيبَة فَحِينَئِذٍ أَمَرَ اللَّه نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَام أَنْ يَحْمِل مَعَهُ فِي السَّفِينَة مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ مِنْ صُنُوف الْمَخْلُوقَات ذَوَات الْأَرْوَاح قِيلَ وَغَيْرهَا مِنْ النَّبَاتَات اِثْنَيْنِ ذَكَرًا وَأُنْثَى فَقِيلَ كَانَ أَوَّل مَنْ أُدْخِل مِنْ الطُّيُور الدُّرَّة وَآخِر مَنْ أُدْخِلَ مِنْ الْحَيَوَانَات الْحِمَار فَتَعَلَّقَ إِبْلِيس بِذَنَبِهِ وَجَعَلَ يُرِيد أَنْ يَنْهَض فَيُثْقِلهُ إِبْلِيس وَهُوَ مُتَعَلِّق بِذَنَبِهِ فَجَعَلَ يَقُول لَهُ نُوح عَلَيْهِ السَّلَام : مَالَك وَيْحك اُدْخُلْ فَيَنْهَض وَلَا يَقْدِر فَقَالَ اُدْخُلْ وَإِنْ كَانَ إِبْلِيس مَعَك فَدَخَلَا فِي السَّفِينَة ; وَذَكَرَ بَعْض السَّلَف أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَحْمِلُوا مَعَهُمْ الْأَسَد حَتَّى أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح كَاتِب اللَّيْث حَدَّثَنِي اللَّيْث حَدَّثَنِي هِشَام بْن سَعْد عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
[ لَمَّا حَمَلَ نُوح فِي السَّفِينَة مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ قَالَ أَصْحَابه وَكَيْف تَطْمَئِنّ الْمَوَاشِي وَمَعَهَا الْأَسَد ؟ فَسَلَّطَ اللَّه عَلَيْهِ الْحُمَّى فَكَانَتْ أَوَّل حُمَّى نَزَلَتْ فِي الْأَرْض ثُمَّ شَكَوْا الْفَأْرَة فَقَالُوا الْفُوَيْسِقَة تُفْسِد عَلَيْنَا طَعَامنَا وَمَتَاعنَا فَأَوْحَى اللَّه إِلَى الْأَسَد فَعَطَسَ فَخَرَجَتْ الْهِرَّة مِنْهُ فَتَخَبَّأَتْ الْفَأْرَة مِنْهَا ]
. وَقَوْله" وَأَهْلَك إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل " أَيْ وَاحْمِلْ فِيهَا أَهْلَك وَهُمْ أَهْل بَيْته وَقَرَابَته إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل مِنْهُمْ مِمَّنْ لَمْ يُؤْمِن بِاَللَّهِ فَكَانَ مِنْهُمْ اِبْنه يَام الَّذِي اِنْعَزَلَ وَحْده وَامْرَأَة نُوح وَكَانَتْ كَافِرَة بِاَللَّهِ وَرَسُوله وَقَوْله " وَمَنْ آمَنَ " أَيْ مِنْ قَوْمك " وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيل " أَيْ نَزْر يَسِير مَعَ طُول الْمُدَّة وَالْمُقَام بَيْن أَظْهَرهُمْ أَلْف سَنَة إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَعَنْ اِبْن عَبَّاس كَانُوا ثَمَانِينَ نَفْسًا مِنْهُمْ نِسَاؤُهُمْ وَعَنْ كَعْب الْأَحْبَار كَانُوا اِثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ نَفْسًا وَقِيلَ كَانُوا عَشْرَة , وَقِيلَ إِنَّمَا كَانَ نُوح وَبَنُوهُ الثَّلَاثَة سَام وَحَام وَيَافِث وَكَنَائِنه الْأَرْبَع نِسَاء هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة وَامْرَأَة يَام وَقِيلَ بَلْ اِمْرَأَة نُوح كَانَتْ مَعَهُمْ فِي السَّفِينَة وَهَذَا فِيهِ نَظَر بَلْ الظَّاهِر أَنَّهَا هَلَكَتْ لِأَنَّهَا كَانَتْ عَلَى دِين قَوْمهَا فَأَصَابَهَا مَا أَصَابَهُمْ كَمَا أَصَابَ اِمْرَأَة لُوط مَا أَصَابَ قَوْمهَا وَاَللَّه أَعْلَم وَأَحْكَم . انتهى تفسير ابن كثير.
لنتساءل الآن ماهي حقيقة الطوفان:
- وقع تجاوز كبير للبحر الأسود لما حوله من الأراضي بعد انهيار حاجز صخري يفصل بينه وبين البحر المتوسط.
- تناقل شعوب المنطقة شفهيا هذا الحدث جيلا بعد جيلا
- تحول تدريجيا إلى أسطورة حينما اتخذ صبغة دينية أي تم تفسيره بالدين وبصراع الآلهة إلى آخره.
- أضيفت إلى القصة أشياء غير واقعية كادعاء أن الطوفان عم الأرض كلها وان جميع المخلوقات انقرضت سوى التي ركبت مع نوح في السفينة.
- الأسطورة وجدت في أساطير الأولين قبل الكتب السماوية
- تسربت الأسطورة إلى التوراة والإنجيل
- أعادها محمد في القرآن بشيء من الاختصار.
ومن هنا يتبين أن الأساطير تنطلق غالبا من أحداث واقعية ثم تغلف بغلاف الدين وتضاف إليها أشياء غير واقعية وغير مقبولة علميا. فكم نسجت من الأساطير حول فيضان النيل وحول انفجار البراكين ..... الخ
_________________________________________

رد من العضو البحار

واضيف مزيدا للتوضيح والموضوعية :

( الصورة اعلاه :يعتقد البعض ان هذه البقعة على جبل آرارات في تركيا هي المنطقة التي إستقرت عليها سفينة نوح )

ولنبدأ بالبحث عن اصل الاسطورة :
نوح في ملحمة گلگامش
مقالة رئيسية: ملحمة جلجامش
يعتبر ملحمة جلجامش السومرية التي تم إكتشاف ألواحها الطينية عام 1853 من قبل البعض أول نص من الناحية التأريخية يذكر فيها قصة الطوفان حيث يحاول الملك جلجامش الوصول إلى سر الخلود عن طريق الانسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن مطابقا لشخصية نوح في الأديان اليهودية و المسيحية و الإسلام. وعندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بامر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح, وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود [9].

نوح في اليهودية

الطوفان بريشة مايكل أنجيل

وإستنادا على التوراة وسفر التكوين في العهد القديم من الكتاب المقدس فان نوح كان ابن لاميخ وكان يعتبر الجيل العاشر بعد آدم وكان عمره 600 عاما عندما اوكل الخالق له مهمة بناء السفينة ومات 350 سنة بعد الطوفان وكان عمره عند الوفاة إستنادا على التوراة 950 عاما. وإستنادا إلى نفس المصدر فانه من أبناء نوح الثلاث إنبثقت البشرية بعد الطوفان وكان أبناء نوح:

سام أكبر الأبناء وكان عمره 98 عاما عند حدوث الطوفان وعاش 500 سنة اخرى بعد الطوفان وكان له 5 أبناء وهم عيلام و آشور و آرام و أرباجشاد و لود ويعتقد إن الفرس و لأشوريين و العبريين و العرب والأتراك و الآراميين قد إنبثقوا من سلالة سام [10] [11].
يافث ويعتقد انه كان أصغر أبناء نوح ويعتقد انه من سلالته إنبثقت شعوب اوروبا . كان ليافث حسب التوراة 7 أبناء وهم جومر و ماجوج و تيراس و جافان و ميشيخ و توبال و ماداي ويعتقد ان اليونانيين و الميديين و الأيرلنديين و الهنغاريين و السلوفاكيين و الأيطاليين والألمان قد إنبثقوا من هذه السلالة [12] [13].
حام ويعتقد إنه والد الشعوب الأفريقية ومنهم المصريون القدماء والكنعانيون وإستنادا على التوراة فإن حام قد شاهد والده عاريا في يوم من الأيام عندما كان نوح سكرانا وقام بإخبار أخويه بذلك وعندما علم نوح بهذا فانه طلب من الخالق ان لا يبارك سلالة حام ويعتقد بعض المحللين إن هذه قصة أختلقت فيما بعد عند اجتياح بني إسرائيل لأراضي الكنعانيين الذين كانوا يستوطنون منطقة فلسطين الحالية لكي يبدوا الأمر و كانه تحقيق لنبوءة [14] [15].
وحسب التوراة فإن الخالق قرر ان يمسح بني البشر من الوجود بإستثناء الصالحين بسبب كثرة المعاصي والذنوب التي كانت ترتكب فنزلت الأمطار لمدة 40 يوما و ليلة وغطت المياه الأرض لمدة 150 يوما و إستقرت السفينة على جبل آرارات.

وهناك كتابات يهودية لاتعتبر جزءا من الكتاب المقدس وإنما كروايات تم حذفها وفي هذه الكتابات تصوير إلى ان نوح كان شديد البياض عند الولادة بحيث امتلئت الغرفة بالضياء عند ولادته وانه بعد ولادته بلحظات بدأ بالصلاة و الدعاء للخالق الأعظم وإن بناء السفينة استغرق 120 سنة [16] ، وإن نوح كان أول مزارع للعنب واول من صنع النبيذ واول من خلق نظام العبودية بإبتكاره لفكرة استخدام العبيد في الزراعة وانه كان يشرب الكثير من النبيذ [17].

نوح في المسيحية
يصور العهد الجديد من الكتاب المقدس نوح كشخصية قريبة و مطيعة للخالق الأعظم ويضعه إنجيل مرقص في نفس منزلة إبراهيم و يعقوب [18]، ويتكرر في العهد الجديد الفكرة القديمة بأن بناء السفينة استغرق 120 عاما كان نوح أثناءها يحاول إقناع الناس باتباع ما أمر به الخالق الأعظم.

في الكتابات المسيحية التي كتبت في القرن الثالث بعد الميلاد من قبل أوريليس أوغسطين (354 - 430) تم إعطاء أهمية دينية كبيرة لسفينة نوح حيث تم اعتباره رمزا للخلاص من خلال تشبيه السفينة بالكنيسة [19]. وفي القرون الوسطى بدأ المسيحيون في كتاباتهم بالأقتناع بالتوزيع العرقي للاجناس البشرية الذي ورد ذكره في سفر التكوين وأضافوا إليه توزيعا طبقيا جديدا فكان الاعتقاد السائد أن رجال الدين والقديسيين ينحدرون من سلالة سام والفرسان ينحدرون من سلالة يافث والفقراء ينحدرون من سلالة حام.

يرى المحللون أن في هذا تكرارا لفكرة لعنة حام الذي سبق ذكرها والتي يعتبرها البعض أول تقسيم عنصري مستند على الدين والتي من المحتمل أنها لعبت دورا في النظرة التي نشأت ومازالت قائمة إلى حد ما على الأفريقيين وأصحاب البشرة السوداء ووصل الأمر في عام 1964 إلى السيناتور الأمريكي روبرت برد Robert Byrd من فرجينيا الغربية أن يستخدم قصة نوح كمبرر لإبقاء سياسة التمييز العنصري في الولايات المتحدة [20] [21] [22]. وبيرد هو أكبر المعمرين في مجلس الشيوخ وهو سيناتور منذ 1959 ورفض بيرد في عام 1991 ترشيح قاضيتين من أصول أفريقية أمريكية للمحكمة العليا في الولايات المتحدة ورفض بيرد في عام 2004 ترشيح كوندوليزا رايس لمنصب وزيرة الخارجية [23]

الصورة اعلاه للمدعو روبرت بيرد استخدم قصة نوح في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة كمبرر منطقي لسياسة التمييز العنصري
نوح في الإسلام

جاء ذكر نوح في العديد من الآيات القرآنية في سورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة و سورة الأنعام وكذلك سورة نوح المسماة على اسمه وغيرها وحسب الدين الإسلامي فان الله أرسل نوحا إلى قوم يعبدون الأوثان ليدعوهم إلى عبادته وحده وترك عبادة غيره، لكن نوحا لم يلق آذانا صاغية واستمر الأكثرية على عبادة الأوثان ونصبوا له العداوة ولمن آمن به وتوعدوهم بالرجم.

استنادا إلى القرآن فإن نوحا لبث في قومه يدعوهم إلى عبادة الله ألف سنة إلا خمسين عامًا (سورة العنكبوت) وأن الله أمره ببناء سفينة كان قومه يمرون به وهو في عمله فيسخرون منه (سورة هود) وأنه قد نزلت كميات كبيرة من الأمطار مع تفجير الله للأرض عيونا مما أدى إلى حدوث الطوفان (سورة القمر). وحسب سورة هود فإن أحد أبناء نوح قد كان كافرًا خالف أباه في دينه وقال «سآوي إلى جبل يعصمني من الماء» ولكنه غرق وأن السفينة استقرت على جبل الجودي وليس آرارات وجبل الجودي يقع في تركيا أيضا ويبعد 200 ميلا عن جبل آرارات بالقرب من الحدود التركية مع سوريا و [[العراق]. هذه صور لسفينة نوح عليه السلام بعد ان عثرت عليها بعثة الأثار من المعاينة الأولية وجد ان عمر السفينة يصل إلى أكثر من 100 ألف سنة. تقول بعثة اللأثار أنهم وجدوا سفينةعلى جبل الجودي في تركيا... ويعتقد البعض أن الجبل الذي اعتصم عليه ذاك الابن كان عبارة عن مدينة النجف حيث روي أن النجف كانت جبلاً عظيماً وهو الذي قال ابن نوح فيه «سآوي إلى جبل يعصمني من الماء» ثم انقطع قطعاً وصار رملاً دقيقاً بإرادة الله، وكان ذلك البحر يسمى (ني) ثم جف بعد ذلك فقيل (ني جف) وسمي نجفاً لأنه أخف على الالسن ولكن معظم المؤرخين ورجال الدين يشككون كثيرا في هذه الرواية حيث يعتقدون إنها انتشرت في فترة متأخرة كجزء من ما يعتبروه معاداة للشيعة [24].

هناك اعتقاد بأن نوح خرج من السفينة في يوم عاشوراء ويستند البعض في هذا الاعتقاد على حديث روي عن أبي هريرة يقول نصه «مر النبي بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال: "ما هذا الصوم؟" فقالوا: هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا اليوم الذي استقرت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى شكرًا لله عز وجل، فقال النبي: "أنا أحقّ بموسى وأحق بصوم هذا اليوم». ومن ناحية الأنساب وإستنادا إلى الترمذي فإنه روى الإمام أحمد عن سمُرة أن النبي قال: "سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم".

سفينة نوح

هناك تيار يؤمن بالتفسير الحرفي وليس الرمزي لكل ما ورد في الكتب المقدسة وهذا التيار على قناعة إنه بالفعل كانت هناك سفينة ذات صفات مطابقة لما ورد في الكتب السماوية .حسب العهد القديم فإن نوح بنى السفينة من شجر الجوفر Gopher wood ولايعرف لحد هذا اليوم ماهو بالضبط هذا النوع من الأشجار إذ ورد ذكرها فقط في سفر التكوين وهناك الكثير من الفرضيات حول ماهية خشب الجوفر . ويرجح البعض انها شجر الأرز وبالنسبة لمقاييس السفينة حسب العهد القديم فإنها كانت 300 ذراعا وهذا القياس يجعل السفينة مقاربا إلى 450 قدما وهي أكبر من أكبر سفينة موثقة تأريخيا في العصور القديمة وكان حجمها 400 قدما و بنيت في الصين في القرن 15 بأمر من القائد العسكري Zheng He زنغ هيي [25]. إستنادا إلى نفس التيار المؤمن بالتفسير الحرفي لسفينة نوح فإن حجم السفينة كان 40,000 متر مكعب اي مقاربا إلى حجم سفينة تيتانك المشهورة [26] ، ويتسائل التيار المقتنع برمزية القصة عما إذا كان بإمكان هذه السفينة ان تتسع لجنسين من كل انواع الحيوانات و عما اذا كان بمقدور الأشخاص الثمانية على السفينة العناية بهذا العدد الهائل من الحيوانات لمدة أكثر من 220 يوما [27]. و من ناحية الجغرافيين المسلمين فقد ذكر الرحالة والجغرافي العربي ياقوت الحموي في كتابه المعروف (معجم البلدان) بان مسجدا قد بني على مكان إستواء السفينة و شاركه في الرأي ابن بطوطة [28] [29] [30]

البحث عن سفينة نوح

كان التيار المقتنع بحرفية ماورد في الكتب السماوية عن سفينة نوح مولعا من القدم بالبحث عن السفينة و هذا الولع كان واضحا لدى اتباع الديانة المسيحية اللذين كانوا أكثر شغفا في إثبات حرفية القصة بالمقارنة مع اليهود و المسلمين . في عام 1829 قام أستاذ الفلسفة في جامعة تارتو University of Dorpat فريدريك بارووت Freidrich Parrott بتسلق جبل آرارات باحثا عن السفينة و اعتبر أول شخص في العصر الحديث يقوم بهذه المهمة [31] ولم يشاهد بارووت السفينة ولكنه قال "إن السفينة قد تكون مطمورة تحت طبقات الجليد في قمة الجبل" [32] ، وتلاه على نفس المنوال المؤرخ و الأستاذ في جامعة أوكسفورد James Bryce جيمس برايس في عام 1876 ووجد قطعة من الخشب في قمة الجبل وكان برايس مقتنعا بإنها من بقايا السفينة [33], وفي الثمانينيات قام رائد الفضاء السابق James Irwin جيمس أيرون بحملة جديدة لكنه لم يعثر على شيء [34]. في القرن الواحد و العشرين إستمر الولع القديم بموقع سفينة نوح و خاصة بعد إنتشار صور تم إلتقاطها عبر الأقمار الأصطناعية لنتوء في قمة جبل

آرارات حيث بدأ الولع القديم يأخذ منعطفا جديدا بعد تعهد رجل اعمال ثري إسمه دانيال مك كيفرن Daniel McGivern عن منحة مقدارها 900,000 دولار لأي فريق علمي على إستعداد للبحث عن السفينة [35] ، ولكن مجلة National Geographic الرصينة و الذائعة الصيت إستبعد ان تكون الصورة الجديدة صورة حقيقية. وفي 17 يونيو 2004 زعمت إحدى البعثات إنهم إكتشفوا السفينة وقدمت المجموعة صورا و مخططات عن بعثتهم إلا إن الأكاديميون إعتبروا نتائج هذه البعثة كمثيلاتها ليست جوابا نهائيا لولع فكرة إن سفينة نوح لاتزال موجودة على قمة آرارات.

المصدر
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%AD
_______________________________________________________

شكرا لهذا الموضوع الشيق الذي قد قرأة عنه الكثير من خلال بعض الاسرائيليات و الاساطير القديمة و الكتب السمواية .
لقد لاحظت ان الاسرائيليات هي التي شملت و بشكل اوسع على مثل هذه المواضيع .
ان الاساطير القديمة التي ذكرت قصة الطوفان هي ليست بأسطورة واحدة فهناك عدة اساطير تتحدث عن نوح و الطوفان مثل ملحمة أترا حاسيس و هذا دليل على انها قد حدثت و كما قال زميلي
Ashrafo
ان الأساطير تنطلق من أحداث واقعية ثم تغلف بغلاف الدين و تضاف إليها أشياء غير واقعية و غير مقبولة علميا .( اعتذر عن هذا الاقتباس )
قد نلاحظ انها في جوهرها هي واحدة و لكن الاختلاف يكون في بعض الاحداث و تفصيلاتها و بعض الاسماء .


و ارجو ان تقبلو هذا العرض لملحمة أترا حاسيس:

الطوفان العظيم وفق رواية ملحمة أترا حاسيس

أسطورة أتراحاسيس هي نص بابلي يعود في تاريخه إلى نحو عام 1700 ق.م، وهناك نسخة آشورية منه وجدت في مكتبة الملك آشور بانيبال (668-633 ق.م) في العاصمة الآشورية نينوى، وهي عبارة عن ترجمة للنص البابلي القديم داخَلها بعض التعديلات في الأحداث وأسلوب الصياغة.
والنص البابلي القديم ينتهي بتذييل يذكر اسم كاتبه المدعو «نور-آيا» الذي أنهاه في شهر أيار في السنة التي صعد فيها الملك آمي صادوقا على عرش بابل. ويبدو أن «نور-آيا» هذا قد عمل على تحرير وإعادة صياغة عدة نصوص قديمة وجمعها في نص مطرد واحد يدور حول عدة أفكار ميثولوجية معروفة لنا من الأدبيات السومرية الأقدم، ومن الأدبيات البابلية الأخرى، مثل خلق الإنسان، والغاية التي من أجلها خُلق، والطوفان الكبير الذي أحدثته الآلهة لإفناء الحياة الإنسانية بعد أن تكاثر عدد البشر وصاروا مصدر إزعاج للآلهة.
تجري أحداث القصة في الزمن المبكر الذي تلى فعاليات الخلق والتكوين عندما اقتسم الأنوناكي الآلهة الكبار فيما بينهم مجالات الكون الثلاثة وهي السماء والأرض والأعماق المائية. وفرضوا عبء الكدح والعمل على الإيجيجي آلهة الأرض:

عندما كان الآلهة مثل البشر،
قاموا بالعمل، حملوا عبئه.
كان عبئهم ثقيلاً،
كان عملهم شاقاً وعنائهم بالغاً.
والأنوناكي العظام السبعة،
جعلوا الإيجيجي يحملون عبء العمل.
آنو أبوهم كان ملكهم،
وإنليل المحارب كان مستشارهم،
وننورتا كان حاجبهم،
وإينوجي كان الموكل بقنواتهم.
جاؤوا بصندوق القِداح (ليقترعوا)،
رموا القداح وقسَّموا الحصص.
فارتفع آنو إلى السماء،
وإنليل أخذ الأرض لسكن شعبه،
والرتاج الذي يحجب البحر أعطوه لإنكي.
بعد أن ارتفع آنو إلى السماء،
ونزل إنكي إلى الآبسو، (الأعماق المائية).
الآنانوناكي، آلهة السماء
جعلوا الإيجيجي، آلهة الأرض، تحمل عبء العمل.
حفر الآلهة القنوات،
وألُزموا بتنظيف التُرع، أخاديد حياة الأرض،
وحفروا مجرى نهر دجلة،
ثم حفروا مجرى نهر الفرات.
(بضعة أسطر مشوهة تعدد بقية ما قام به الإيجيجي من أعمال)
أحصوا سنوات التعب،
فبلغت 3600 سنة حملوا خلالها المشقة،
حملوا المشقة ليل نهار.
تذمروا ولاموا بعضهم بعضاً.
وأخيراً قرر الإيجيجي التمرد ورفض العمل، فأحرقوا أدوات عملهم ومضوا في هياج وثورة وحاصروا الإيكور، قصر إنليل عند منتصف الليل، والإله يغط في نومه:
حوصر الإيكور وإنليل غافل.
ولكن كلكال كان يقظاً، فأغلق الأبواب
أحكم الرتاج وراح يراقب البوابة.
ثم قام كلكال بإيقاظ نوسكو،
وراحا ينصتان إلى ضجة الإيجيجي.
فمضى نوسكو وأيقظ سيده إنليل،
جعله يقوم من فراشه وقال له:
«يا سيدي، إن بيتك محاصر
والتمرد صار إلى بابك.
أي إنليل، إن بيتك محاصر
والتمرد صار إلى بابك».
أمر إنليل بجلب الأسلحة إلى مقره ثم أرسل في طلب زملائه من آلهة الأنوناكي فاجتمعوا إليه للتداول في الأمر، وقرروا إرسال نوسكو لمقابلة المتمردين والتعرف على مطالبهم، ومعرفة المحرض على الشغب. ففتح نوسكو الباب وأخذ أسلحته معه ومضى إلى الآلهة المتمردين وطرح عليهم استفسار آلهة الأنوناكي فأجابوه:
«كل واحد منا نحن الآلهة أعلن الحرب.
لقد وضعنا نهاية لعملنا الشاق.
عبء العمل ثقيل، إنه يقتلنا.
عملنا شاق وعناؤنا بالغ.
فقررنا مجتمعين أن نرفع شكوانا إلى إنليل.
عاد نوسكو ونقل للأنوناكي ما سمع من الايجيجي، فدمعت عينا إنليل من التأثر لما سمع. ثم تشاور الآلهة في ما يتوجب عليهم فعله. فوقف إيا (=انكي) في وسطهم قائلاً:
«لماذا نلقي اللوم عليهم؟
عملهم كان شاقاً، وعناؤهم كان عظيماً.
في كل يوم تضج بهم الأرض.
في كل يوم نسمع ضوضاءهم تحذيراً لنا.
إن ربة الرحم بيليت إيلي (=مامي) حاضرة بيننا،
فلندعها تخلق لالو (الإنسان الفاني)
لكي يحمل النير،
ولندع الإنسان يرفع العبء عن الآلهة».
ثم دعوا الإلهة
وتوجهوا بالقول إلى قابلة الآلهة، مامي الحكيمة:
«أنت إلهة الرحم خالقة الجنس البشري.
اخلقي لالو (الإنسان الفاني) ليحمل النير،
دعيه يحمل النير، عمل إنليل،
وليرفع عن الآلهة عبء العمل».
فتحت ننتو (=مامي) فمها وقالت للآلهة العظام:
«لن يكون لي أن أفعل ذلك بمفردي،
وإنما بالاشتراك مع إنكي
الذي يصنع كل ما هو طاهر.
فليعطني طيناً وأنا أعجنه».
فتح إنكي فمه وقال للآلهة العظام:
«في اليوم السابع والخامس عشر من الشهر،
سأجهز مكاناً طهوراً،
وهناك سوف نذبح أحد الآلهة،
وتتعمد الآلهة بدمائه.
وسوف تعجن ننتو الطين بلحمه ودمه.
عندها الإله والإنسان،
سوف يمتزجان معاً في الطين.
ولنسمع ضربات الطبل إلى آخر الأيام،
ولتوجد الروح البشرية من جسد الإله،
ولتُعَلّمه أن الحياة أضحت رمزه.
لتوجد الروح البشرية ولا تنسى (أصلها)».
قال الكل في مجمعهم: نعم.
آلهة الأنوناكي الذين يقدّرون المصائر
(قال الكل في مجمعهم: نعم).
عجنت مامي الطين وقطعته إلى أربع عشرة قطعة صنعت منها سبعة رجال وسبع نساء وهي تتلو تعويذة لقنها إياها الإله إنكي. وبعد أن انتهت من مهمتها بمعونة إلهات الولادة، قالت للآلهة:
«حملتموني مهمة فأديتها بكمال.
أرحتكم من عناء عملكم الشاق،
وحمَّلت البشر عناءكم.
رفعتم النداء لأجل البشر،
فأزحت النير وأقمت الحرية».
عندما سمعوا كلامها هذا
تراكضوا وقبلوا قدميها قائلين:
«لقد تعودنا أن ندعوك مامي،
ولكن اسمك سيكون الآن سيدة كل الآلهة.
تكاثر الناس وانتشروا في الأرض فحفروا القنوات وزرعوا الأرض، وبنوا معابد للآلهة، وقدموا إليها القرابين:
ستمئة سنة انقضت وأقل من ستمئة أخرى.
اتسعت البلاد وزاد تعداد البشر،
حتى غدت الآلهة قلقة من صخبهم.
سمع إنليل ضجيجهم وقال للآلهة العظام:
«ضجة البشر ثَقُلت علي،
من ضوضائهم حُرمت النوم.
ليحل الطاعون بينهم... ...
(ثلاثة أسطر ناقصة)
كان هناك رجل اسمه أتراحاسيس،
كانت آذانه مفتوحة لصوت إلهه إنكي،
وكان قادراً على التحدث معه،
وإلهه كان يحدثه.
ففتح أترحاسيس فمه وقال لإلهه:
«إلى متى تفرض علينا الآلهة الآلام؟»
ففتح إنكي فمه وقال لعبده:
«إدع إليك الشيوخ وعلية القوم،
وأعلن الانتفاضة في بيتك.
أصدر الأوامر، لينادي المنادون
ويتردد صوتهم في كل البلاد:
«لا تبجلوا آلهتكم،
لاتصلوا لإلهاتكم
التمسوا فقط باب الإله نمتار (= إله الطاعون)
أحضروا إليه قربان الخبز،
عسى أن يسعده قربان الدقيق،
فيخجل من الهبة ويرد يده عنكم».
كف نمتار يده عن البشر فتراجع الطاعون وعادت الحياة سيرتها الأولى وعاد البشر إلى التكاثر. مضت ستمئة سنة وأقل من ستمئة سنة أخرى، سئم الآلهة خلالها من صخب البشر وضجيجهم، فتوجه إنليل بالقول إلى الآلهة:
«ضجة البشر ثقُلتْ علي،
من ضوضائهم حُرمت النوم.
فلتُقطع مؤونة الطعام عنهم،
وليقل الزرع الذي يسد جوعهم،
وليمنع أداد (= هدد) مطره عنهم،
وفي الأسفل لتتوقف الينابيع عن التدفق،
ولتعصف الريح وتجف الأرض،
لتنعقد الغيوم دون أن ترسل مطراً.
لتقلل الحقول من غلالها،
ولتحجب الإلهة نيسابا (الأم ـالأرض) صدرها،
وعسى أن تغيب السعادة عنهم».
مرة ثانية يقصد أتراحاسيس إلهه إنكي ويشكوا إليه وضع البشر، فيعطيه النصيحة نفسها بأن يديروا ظهورهم لآلهتهم وإلهاتهم ويلتمسوا فقط باب الإله أداد المتحكم بماء المطر فيقدموا له قربان الخبز:
لم يبجلوا آلهتهم،
لم يصلوا لإلهاتهم،
التمسوا فقط باب الإله أداد.
أحضروا إليه قربان الخبز،
فأسعده قربان الدقيق،
خجل من الهدية ورد يده عنهم.
في الصباح أرسل ضباباً،
في المساء، خلسة، أرسل الندى،
وخلسة حملت الحقول تسعة أضعاف،
فغادرهم الجفاف،
ثم عادوا إلى تقدماتهم المعتادة.
عادت الحياة سيرتها الأولى وعاد البشر إلى التكاثر. وبعد مضي فترة مماثلة أمر الإله إنليل بعدد من الكوارث الطبيعية للإقلال من عدد البشر:
من الأعلى لم يهطل المطر ليملأ القنوات،
وفي الأسفل لم يفض الماء من الينابيع،
أغلقت الأرض رحمها ولم تلد.
لم يَنْمُ الزرع و... ... ...
حقول المراعي السود ابيضت،
والأرض الواسعة مُلئت ملحاً.
في السنة الأولى أكلوا العشب،
في السنة الثانية نفذت مخازنهم،
وعندما حلت السنة الثالثة،
تغيرت هيئاتهم من الجوع،
وغطى وجوههم الجرب كالشعير،
عاشوا الحياة في عذاب،
وعلت وجوههم صفرة (الموت)،
ومشوا في الطرقات بظهور محدودبة.
أكتافهم العريضة ضاقت،
وأرجلهم الطويلة قصرت.
مرة ثالثة يجد إنكي للبشر مخرجاً. ولكن الكسور والنقص في هذا الموضع من اللوح يمنعنا من معرفة التفاصيل. وبعد ستمئة عام وأقل من ستمئة عام أخرى، اتسعت البلاد وازداد عدد البشر حتى غدت الآلهة قلقة من صخبهم. فدعا إنليل الآلهة إلى اجتماع قائلاً لهم:
«ضجة البشر ثقُلت علي.
صخبهم يقلق لي راحتي،
ومن ضوضائهم حُرمت النوم.
أعطوا الأوامر لينتشر مرض الشوروبو والأشاكو،
وليضع نمتار حداً لضوضائهم حالاً.
دعوا أمراض الصداع والشوروبو والأشاكو
تعصف بهم وتضربهم كالإعصار».
ومرة رابعة يجد أتراحاسيس وإنكي طريقة لوقف الأمراض الفتاكة التي تعصف بالبشر، وتعود الحياة سيرتها الأولى. ولكن إنليل يدعو مجدداً مجمع الآلهة ويأمر بالكوارث التي حلت بهم سابقاً أن تحل بهم الآن مجتمعة:
«لتُقطع المؤونة عن الناس،
وليقل الزرع الذي يسد جوعهم،
وليقلل أداد في الأعالي مطره عنهم،
وفي الأسفل لتتوقف الينابيع عن التدفق،
ولتشح الأرض وتقلل من غلالها،
ولتحجب الإلهة نيسابا صدرها (الخصيب)،
لتتحول الحقول السود فتغدو بيضاء،
ولتنتج الأرض الواسعة ملحاً،
ولتشد الأرض على رحمها،
فلا زرع يطلع ولا حبوب تنمو،
ليتسلط مرض الأشاكو على الناس،
ولتضيق الأرحام فلا تدع للمواليد مخرجاً».
فحصل ذلك كله، وساءت حالة البشر أكثر من كل المرات السابقة:
في السنة الأولى أكلوا العشب،
في السنة الثانية نفذت مخازنهم،
وفي السنة الثالثة تغيرت هيئاتهم من الجوع،
وفي السنة الرابعة هاماتهم المنتصبة انحنت،
وأكتافهم العريضة ضاقت،
مشوا في الطرقات بظهور محدودبة.
وفي السنة الخامسة حاذرت البنت من قدوم أمها،
ولم تفتح الأم بابها لابنتها،
وراقبت الأم ميزان ابنتها،
وراقبت الابنة ميزان أمها.
وفي السنة السادسة أعدوا الابنة لتكون طعاماً،
وقدموا الولد على المائدة،
لم يبق من البشر إلا ألف أو ألفان.
وعندما يفلح أتراحاسيس في دفع الكوارث الجديدة بمعونة إنكي أيضاً (ونحن لا نعرف التفاصيل بسبب فجوات وتشوهات في النص)، يلجأ إنليل إلى حل حاسم أخير، فيدعوا مجمع الآلهة ويقنعهم بخطته الجديدة التي تقوم على إرسال طوفان شامل يفني الحياة دفعة واحدة عن وجه الأرض، ثم يبدأ شخصياً بإدارة هذه الخطة وتوجيه العاملين عليها. وهنا تعرض لأتراحاسيس رؤيا وهو مضطجع في سريره، رؤيا تنذره بالخطر، فيمضي إلى إلهه إنكي ليستجلي معناها. ولما كان الآلهة قد جعلوا إنكي يتعهد بأن لا ينقل لأتراحاسيس شيئاً مما يدور في مجمعهم، فإن إنكي يخاطب جدار الكوخ الذي يسكنه أتراحاسيس:
«أصغ إليَّ يا جدار،
وتملَّ كلماتي يا كوخ القصب.
قوِّض بيتك وابن السفينة،
أهجر ممتلكاتك لتنقذ الكائنات الحية.
والسفينة التي أنت بانيها
(سطران ناقصان يحتويان على تعليمات إنكي)
أسقفها كما هو الآبسو،
فلا تجعل نور الشمس يصل إلى داخلها.
اصنع لها طوابق علوية وطوابق سفلية.
ليكن القار صلباً ليعطيها القوة،
ولتكن حبال الصواري متينة.
سوف أرسل إليك عما قريب مطراً،
طيوراً كثيرة وأسماكاً وفيرة».
ثم فتح الساعة الرملية وملأها،
وأخبره أن مدة الطوفان ستكون سبع ليال.
تلقى اتراحاسيس الرسالة (ووعاها).
جمع الشيوخ وعلية القوم إلى بابه،
ثم فتح فمه وقال لهم:
«إن إلهي ليس على وفاق مع إلهكم.
إنكي وإنليل وقعت بينهما الخصومة،
وكان من نتيجة ذلك طردي من أرضي.
ولأني أبجل إنكي منذ زمن طويل،
فقد أخبرني بذلك كله.
لن أستطيع بعد الآن العيش في أرض إنليل،
ولن أستطيع أن أضع قدماً في أرض إنليل،
بل سأمضي إلى الأسفل نحو الآبسو لأعيش مع إلهي.
يلي ذلك أسطر مشوهة وأخرى ناقصة نفهم منها أن أهل المدينة قد ساعدوا أتراحاسيس على بناء السفينة، وأنه قد حمل إليها عائلته وممتلكاته وأصناف الحيوانات المختلفة من طيور السماء وحيوانات الأرض وماشيتها، ثم أولم للناس فأكلوا وشربوا. أما هو فكان قلقاً يذرع المكان جيئة وذهاباً، كسير القلب يلوك المرارة. ثم:
تغير وجه السماء وتبدل الطقس،
وراح أداد يخور بين الغيوم.
ولما سمع أتراحاسيس صوته،
جيء إليه بالقار ليسد بابه.
وبينما هو يسد بابه،
تابع أداد خواره بين الغيوم،
والرياح الغاضبة تزمجر في الخارج.
قام وقطع حبل المرساة، حرر السفينة.
(أسطر تالفة)
الطائر الإلهي أنزو راح يشق السماء،
هز الأرض، وحطم ضجتها مثل الإناء.
.. .. .. انداح الطوفان،
وسلاح الكاشوشو هاجم الناس مثل جيش،
حتى عمي الواحد عن الآخر،
لم يميزوا بعضهم في خضم الكارثة.
جأر الطوفان مثل ثور بري،
ومثل حمار وحشي أعولت الرياح،
خيمت الظلمة وغاب وجه الشمس.
(أسطر تالفة)
وهنا تشعر الإلهة مامي (ننتو) بالندم وتبدأ مناحة على البشر، بينما جلس الأنوناكي في ظمأ وجوع لانقطاع القرابين والتقدمات التي يقدمها الإنسان، ثم راحوا يشاركونها البكاء. وبعد انقطاع في النص، نفهم أن السفينة قد رست على بقعة عالية جافة بعد سبعة أيام من الطوفان، وأن أتراحاسيس قد قدم أضحية وأشعل تحتها النار. فتشمم الآلهة الرائحة وتجمعوا على الأضحية مثل الذباب. ثم حضر إنليل:
وقع بصر إنليل على السفينة،
فاستعر غضبه على آلهة الإيجيجي:
«نحن آلهة الأنوناكي جميعاً،
أقسمنا مع بعضنا يميناً،
اتفقنا على أن لا ينجوا أحد من الأحياء،
فكيف نجا أحد من هذه الكارثة؟»
فتح آنو فمه وقال لإنليل المحارب:
«من غير إنكي يستطيع أن يفعل ذلك؟
لقد أفشى أوامرنا إلى كوخ القصب».
ففتح إنكي فمه وقال للآلهة العظام:
«لقد فعلت ذلك على الرغم منكم،
لقد عملت على حفظ بذور الحياة.
بقية خطاب إنكي مفقودة ولكننا نفهم من بعض السطور الواضحة أنه كان يتمنى على إنليل أن لا يرسل طوفاناً شاملاً يهلك كل شيء حي، بل أن يأخذ المذنب بجريرته وكل من يعارض مشيئته، ويعفو عن الصالحين من البشر. ومن السطور الأخيرة الباقية من جواب إنليل، يعرض إنليل خطة يتوجب على إنكي وننتو تنفيذها، وهي تهدف إلى التقليل التلقائي من تعداد البشر ودون اللجوء مرة أخرى إلى الكوارث الشاملة:
فتح إنليل فمه قائلاً لإنكي:
«هلم، ولتستدع ننتو إلهة الرحم،
وتبادل معها المشورة في مجمع الآلهة».
ففتح إنكي فمه وقال لإلهة الرحم ننتو:
«أنت إلهة الرحم التي تقرر المصائر.
... ... ... ...
ليكن ثلثهم ... ...
... ... ... ...
وليكن ثلثهم الآخر ... ...
والى ذلك، ليكن هنالك ثلث من الناس،
بينهم امرأة ولود وأخرى لا تلد.
ليكن هناك عفاريت الباشيتو بين البشر،
التي تخطف الأطفال من حضن أمهاتهم.
ليكن بين النساء فئة الأجبابتو والانتو والإيحيصيتو،
اللواتي يحظر عليهن الزواج، فلا تلدن.
بعد أكثر من ثلاثين سطراً مشوهاً
______________________________________________________

ذه 3 روايات عن الطوفان


رواية الطوفان الآشورية:

صنع أوتانابشتيم سفينة في 7 أيام، حسبما طلبت منه الآله وجعلها برجاً بسبع طبقات مطلية بالزفت، وبدنها غاطس ثلثاه في الماء.

وأركب عائلته وعائلة زوجته و مؤونة ونماذج من جميع أصناف الحيوانات.
ولما ظهرت الإشارة التي أخبره بها الإله الشمس، دخل البطل الى السفينة وأغلق الباب....

وعند طلوع الشمس، ارتفع من الأفق غمام أسود، تحولت الأنوار الى ظلمات، وثارت العواصف، وهاج الطوفان وانقضّ على البشر.
وبعد 7 أيام هدأ البحر وسكنت الريح، فوقفت السفينة على جبل نِصير.
وانتظر أوتانابشتيم 7 ايام قبل ان يأخذ أي مبادرة. ولما حان اليوم السابع أخرج حمامة وأطلقها فمضت ثم رجعت.
وأخرج سنونوة وأطلقها فمضت ثم رجعت. فأخرج غراباً وأطلقه فمضى ولم يرجع.

فقرّب أوتانابشتيم ذبيحة للآلهة وفي الختام يصعد إنليل الى السفينة ويخطف أوتانابشتيم وزوجته و ينقلهما إلى الفردوس.

رواية الطوفان اليونانية:

يخبر التقليد اليوناني أن دوكاليون وزوجته بيرا و أولادهما دخلوا صندوقاً كبيراً ومعهم الحيوانات بما فيها الأحصنه والأسود والثعابين.

بعد ذلك فاضت البحار والأنهر وتفجرت المياه فغطت الأرض وتنقل الصندوق الى قمة جبل برناس.

وبعد 9 ايام من الطوفان انفتحت هوة كبيرة في بامبيس غارت فيها المياه.
ونزل دوكاليون وبيرا الى أحد الحقول فرميا الحجارة فيه فتحول كل حجر الى بشر:
الذي رماه دوكاليون أصبح ذكراً، والذي رمته بيرا أصبح أنثى.

رواية الطوفان الهندية:

جاء في مهابهارتا أن مانو التقط سمكة فربّاها واهتم بها جيداً. وكانت السمكة تنموا بضخامة وسرعة.
وفي أحد الأيام طلبت من مانوا أن يبني سفينة وتربطها بحبل يعلقه في قرن السمكة.

وعندما فاضت مياه الأرض والسماء جرّت السمكة الألهيّة السفينة بمن فيها من البشر فوق رؤوس الجبال العالية.

وتوقف الطوفان فحطت السفينة قرب جبل همافات ونزل منها مانو مع سبعة آخرين يدعون "الريشي"
وأعاد مانو خلق مختلف الكائنات ومن بينها فتاة جميلة اتخذها زوجة له فأنجبا البنين والبنات حتى ملأوا الأرض



رواية الطوفان التي وردت في سفر التكوين من الكتاب المقدس

كان نوح رجلاً باراً كاملاً له ثلاث أولاد: سام و حام و يافث.

وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت عنفاً فأراد أن يهلك جميع البشر.

وطلب الله من نوح أن يصنع سفينة من خشب
قطراني طولها 300 ذراع، وعرضها 50 ذراعاً، وعلوها 30ذراعاً، بطبقات ثلاث.

وأمره الله أن يدخل سفينته هو وبنوه وامرأته ونسوة بنيه
ومن كل حي اثنان ذكراً وأنثى تكون من الطيور بأصنافها
ومن البهائم وجميع الحيوانات التي تدب على الأرض.
وأمره أيضاً أن يأخذ من كل طعام يؤكل ويجعله مؤونة له.

وتفجرت عيون الغمر العظيم، وتفتحت كوى السماء فدخل نوح الى السفينة مع بنيه وجميع الحيوانات،
وهطلت الأمطار على الأرض فارتفعت السفينة وسارت على وجه المياه.

وبقى الطوفان على الأرض 40 يوماً و40 ليلاً، وعلت المياه 15 ذراعاً على الأرض

وتغطت الجبال فهلك كل ذي جسد. وتوقف المطر وهبطت السفينة على جبل أراراط،
ففتح نوح كوة السفينة وأطلق الغراب فخرج وجعل يتردد الى ان جفت المياه.

ثم أطلق الحمامة فعادت اليه في المرة الأولى والثانية.
وأطلقها في المرة الثالثة فعادت اليه وقت العشاء وفي فمها ورقة زيتون خضراء.
ولبث 7 أيام أخر ثم أطلقها فلم ترجع اليه

وخاطب الله نوحاً أن يخرج من السفينة مع ذويه وجميع الحيوانات،

وبارك الله نوحاً وبنيه وقال لهم: انموا واكثروا واملأوا الأرض.

هناك تعليقان (2):

Samir Saad يقول...

إن علما جليلا كالرياضيات ليس في حاجة لأن ينحط لمستوى الميثولوجي لإثبات كونه وهماً، وهو أمر جلي لكل صاحب عقل حر. ومن مقارنة كتب المثيولوجي القديمة لدى شعوب الشرق يمكننا تبين النقل الأدبي بين هذه الكتب.
الميثولوجي قائمة بقيام الجهل، وهي كيان مهدوم تتوهم عظمة بناؤه فقط عقول مغلقة. انها أضعف من أنا نحاول هدمها بالعلم والمنطق. المهمة الحقيقية هي إعادة الحياة والحرية للعقول المتحجرة والأسيرة المتعقدة في الوهم.

الأديان صناعة بشرية يقول...

و الأديان هي أسوأ من نقل و استخدم الميثالوجيا لأنها أخذت منها ما ارادت و اضفت عليها القداسة فأصبح من غير الممكن مناقشتها أو نقدها فبذا تكون استخدمت التزوير لإثبات المزور الأكبر.