الخميس، ديسمبر 06، 2007

الرياضيات و أسطورة الطوفان

سطورة الطوفان : نجد بين الأساطير الخياليه الكثيره الوارده في الكتب القديمه أسطوره تقول أن العالم كله غرق في غابر الأزمان بفعل أمطارٍ كانت أعلى من أعلى الجبال وحسب ما يرد في هذه الكتب فإن الرب قد " ندم مرةً على أنه خلق الإنسان على الأرض " وقال:

- سأهلك البشر الذين خلقتهم على سطح الأرض ( أي على سطح الكره الأرضيه ) : من البشر حتى المواشي ، والزواحف والطيور السماويه سأهلكها ( كلها ) .

وكان الإنسان الوحيد الذي أراد الله أن يرحمه عندئذ ، هو التقى نوح . ولذلك فقد حذره الرب مما يجري من تحضيرات لهلاك العالم وأمر ببناء سفينةٍ كبيره ( وسمى في الكتب القديمه بـ " الفلك " ) بالمقاييس الآتيه : " طول الفلك ـ 300 ذراع ، عرضه 50 ذراعاً وارتفاعه 30 ذراعاً " وكان الفلك يتألف من ثلاثة طوابق . وكان يجب أن ينجو على هذه السفينه ليس نوح فقط مع أسرته وأسر أبنائه البالغين ، ولكن كل أصناف الحيوانات على الأرض. وأصدر الرب أمره إلى نوح أن يأخذ في الفلك زوجاً واحداً من كل أصناف هذه الحيوانات مع احتياطي من المأكولات لها لمدة طويله .

واختار الرب الفيضان الناجم عن الأمطار كوسيلة لإهلاك كل ما هو حي على اليابسه ووجب على الماء أن يقضي على كل الناس وكل أصناف الحيوانات التي تعيش على الأرض بعد ذلك يجب أن تظهر من نوح ومن الحيوانات التي أنقذت معه سلالةً انسانيةً جديده وعالم حيواني جديد .

ويذكر في الكتب القديمه أنه " بعد سبعة أيام جاءت مياه الفيضان إلى الأرض ... وهطلت الأمطار على الأرض طيلة 40 يوماً و40 ليله.... وتزايدت المياه ورفعت الفلك وطاف فوق الماء ... وازدادت المياه فوق الأرض بصوره خارقه بحيث تغطت كل الجبال العاليه التي توجد تحت السماء وارتفعت فوقها بمقدار 15 ذراعاً ... فهلك كل ما كان موجوداً على سطح الأرض بقي نوح فقط وما كان معه في الفلك " . وتروي الأسطوره أن المياه بقيت على الأرض ـ مدة 110 أيام أخرى ، وبعد ذلك اختفت، وغادر نوح الفلك ومعه كل الأحياء التي أنقذت ، لكي يعمر مرةً أخرى الأرض الخاليه .

سنضع سؤالين بشأن هذه الأسطوره :

1) هل كان من الممكن حدوث مثل هذا السيل الذي غطى الكره الأرضيه كلها بأعلى من أعلى الجبال ؟

2) هل كان يستطيع فلك نوح أن يتسع لكل أصناف حيوانات الأرض ؟

99- هل كان حدوث الطوفان ممكناً ؟ تقدم الرياضيات الأجوبه على هذا السؤال وغيره أيضاً .

من أين أمكن أن تأتي المياه التي سقطت مع أمطار الطوفان ؟ بالطبع من الجو فقط . وإلى أين ذهبت بعد ذلك ؟ إن التربه ما كانت لتستطيع امتصاص محيط عالمي كامل كما أنها ما كانت ، بلا ريب ، لتستطيع مغادرة كوكبنا أيضاً . والمكان الوحيد الذي أمكن أن تذهب إليه كل هذه المياه ـ هو المحيط الجوي للأرض : حيث أن ماء الفيضان كان يمكن أن يتبخر فقط ويتحول إلى غشاء هوائي للأرض . وهناك لا بد وأن تظل هذه المياه إلى الآن . إذن ، لو أن كل بخار الماء الموجود الآن في الجو قد تحول إلى ماء وسقط على الأرض فإنه لكان من الممكن حدوث طوفان مرةً أخرى ، ولغطت المياه أعلى الجبال . فلنراجع هل هذا صحيح .

نبحث في كتاب عن الأرصاد الجويه عن كمية الرطوبه الموجوده في المحيط الجوي الأرضي . سنعرف أن عمود الهواء الذي يرتكز على متر مربع يحتوي في الوسط على 16 كجم من بخار الماء ، ولا يمكن أن يحتوي أبداً على أكثر من 25 كجم . سنحسب إذن سمك الطبقه المائيه التي تتكون لو سقط على الأرض كل هذا البخار بشكل مطر . أن 25 كجم أي 25000 جم من الماء تشغل حجماً قدره 25000 سم3 . وهذا هو حجم الطبقه التي مساحتها 1م2 أي 100× 100 أو 10000 سم2. وبقسمة الحجم على مساحة القاعده نحصل على سمك الطبقه وهو 25000÷10000=2.5 سم .

أن الطوفان ما كان ليرتفع أعلى 2.5 سم عن سطح الأرض لأنه لا يوجد ماء آخر في المحيط الجوي . كما أن هذا الإرتفاع من الماء كان سيتحقق فقط في حالة عدم امتصاص الأرض للمطر الساقط أبداً .

أن الحساب الذي أجريناه يظهر أن ارتفاع الماء الذي كان ممكناً عند حدوث الطوفان إن كانت مثل هذه الكارثه قد حدثت فعلاً ، هو 2.5 سم . وهذا الرقم لا يمكن مقارنته بالمسافه إلى قمة أعلى الجبال وهو إيفرست والتي يبلغ ارتفاعها 9 كم . إن ارتفاع الفيضان مضخم في الأسطوره القديمه بما لا يقل عن 360000 مره ! وهكذا فلو كان الطوفان العظيم المطري قد حدث فعلاً فإن هذا لما كان فيضاناً أبداً ، بل مطراً ضعيفاً جداً لأنه كان سيعطي خلال 40 يوماً من السقوط المستمر كميه من المياه ارتفاعها 25 مم فقط أي أقل من نصف مليمتر في اليوم . والمطر الخريفي الضعيف ، الذي يسقط طيلة يوم واحد ، يعطى ماء يزيد عن ذلك ب 20 مره .

100- هل يمكن بناء فلك نوح ؟ والآن نبحث السؤال الثاني .

هل كان من الممكن أن يسع فلك نوح كل أصناف الحيوانات الموجوده على الأرض ؟

فلنحسب " مساحة السكن " في الفلك . فتبعاً للأسطوره القديمه كان الفلك مؤلفاً من ثلاثة طوابق . وكانت أبعاد كل طابق كالآتي : 300 ذراع في الطول و50 ذراعاً في العرض . علماً بأن "الذراع" عند الشعوب القديمه لآسيا الغربيه كان وحدة قياس تساوي تقريباً 45 سم أو 0.45 م ، وهذا يعني أنه بمقاييسنا تكون أبعاد كل طابق في الفلك كالآتي:

الطول : 300×0.45 = 135 م

العرض : 50×0.45 = 22.5 م

ومساحة الأرضيه : 135×22.5 =3040 م2 .

إذن ، إن "مساحة السكن " الكليه لكل الطوابق الثلاثه في فلك نوح تساوي :

3040×3= 9120 م2

هل تكفي هذه المساحه لوضع حتى كل أصناف الحيوانات الثدييه الموجوده على الكره الأرضيه ؟ أن عدد الأصناف المختلفه للحيوانات الثدييه يساوي حوالي 3500 . كان على نوح أن يعطي مكاناً للحيوان نفسه فقط ولكن أيضاًُ لاحتياطي العلف له لمدة 150 يوماً وهي مدة الطوفان . وأما للحيوانات المفترسه فكان يلزم وجود مكان لها ومكان للحيوانات التي تتغذى بها ، وكذلك لعلف هذه الحيوانات . بينما لم يكن في الفلك في المتوسط لكل زوج من الحيوانات الجاري إنقاذها سوى :

9120 =2.6 م2

3500

من الواضح أن هذا " المعدل المعيشي " ما كان ليكفي ، وبالأخص إذا أخذنا بعين الإعتبار أن جزءاً من المكان كانت تشغله عائلة نوح الكثيره الأفراد ، وأنه بالإضافه إلى ذلك كان يلزم ترك ممر بين الأقفاص .

ولكن وجب على نوح أن يجد المأوى في الفلك بالإضافه إلى الحيوانات الثدييه لأنواع أخرى من حيوانات الأرض ، غير الكبيره جداً ، ولكنها أكثر تنوعاً . وعددها ، تقريباً ، هو :

الطيور 13000

الزواحف 3500

البرمائيات 1400

العنكبوتيات 16000

الحشرات 360000

علماً بأن المكان كان ضيقاً بالنسبة للحيوانات الثدييه في الفلك ، فما الحال بالنسبة لهذه الحيوانات ، إنه ما كان ليكفيها بتاتاً . ووجب ليتسع الفلك لكل أنواع الحيوانات الأرضيه ، أن يكون أكبر بعدد كبير من الممرات . ومع ذلك فبالمقاييس المبينه في الكتب القديمه فإن الفلك كان عباره عن سفينه ضخمه جداً تبلغ " حمولتها " ، على حد تعبير البحاره ، 20000 طن . وليس من المحتمل أبداً أن يستطيع البشر في تلك الأزمنه الغابره حيث كان تكنيك بناء السفن لا يزال في فترة الطفوله ، بناء سفينه بهذه المقاييس . وعلى الرغم من ذلك فإن الفلك كان غير كبير بدرجه كافيه لتحقيق الغرض الذي نسبته إليه الأسطوره القديمه . ولوجب على الفلك أن يكون حديقة حيوان كامله مع احتياطي من العلف يكفي لمدة 5 أشهر .

باختصار إن الأسطوره القديمه عن الطوفان العظيم لا تتفق مع الحسابات الرياضيه البسيطه لدرجة أنه من الصعب أن نجد فيها حتى جزءاً صغيراً من أي شيء يطابق الواقع وأغلب الظن أنها استوحيت من فيضان محلي ، أما الباقي فهو من ابتداع الخيال الشرقي الغني .


________________________________________________
منقول من منتدى الملحدون العرب بقلم العضو أشروف

إن العلم الحديث أثبت وقوع تجاوز كبير للبحر الأسود للأراضي المحيطة به قبل حوالي 7500 سنة أي 5000 سنة قبل الميلاد. ومن أهم الأبحاث الجيولوجية التي أثبتت ذلك الأعمال التي قام بها الباحثان William Ryan و .Walter Pitman.
بيت القصيد هو أن بعض المسلمين، ومن اجل إنكار أن قصة نوح أسطورة، يدعون أن الطوفان كان محليا وليس عالميا كما في كتب اليهود والنصارى. ويدعون أن الحيوانات التي حملها نوح على ظهر السفينة هي فقط الحيوانات الداجنة كالدجاج والبقر والماعز ....
ولكن كل كتب تفسير القرآن أجمعت على تكرار الرواية اليهودية النصرانية. بل هناك حديث مروي عن محمد ( رسول الإله المزعوم) يتحدث فيه عن صعود الأسد إلى السفينة وعن عطاسه وخروج القط من أنفه مما اضطر الفأر إلى الاختباء .... هذا حديث ذكر في تفسير ابن كثير ..... أنا أعرف مسبقا أنهم سيقولون حديث ضعيف ... ولكن أوكلما وجدتم أساطير في ديانتكم تقولون حديث ضعيف ؟؟؟؟ ما لكم أيها المسلمون ؟؟ الله خالق الأكوان عجز عن إمدادنا بأحاديث صحيحة ؟؟؟؟ هل ستكذبون قول ابن عباس حبر الأمة الذي قال أن بين آدم ونوح 1000 سنة وهذا مطابق لشجرة الأنبياء التي جاءت في الكتاب المقدس اليهودي. فإذا وقع الطوفان قبل 7500 سنة فهل ظهر آدم فقط قبل 8500 سنة ؟؟؟؟ الحفريات تقول إن الإنسان أقدم من ذلك بكثير..

واليكم الآن ما نقلته من تفسير ابن كثير:
الآية:
[ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ]
تفسير ابن كثير
هَذِهِ مَوْعِدَة مِنْ اللَّه تَعَالَى لِنُوحٍ عَلَيْهِ السَّلَام إِذَا جَاءَ أَمْر اللَّه مِنْ الْأَمْطَار الْمُتَتَابِعَة وَالْهَتَانِ الَّذِي لَا يُقْلِع وَلَا يَفْتُر بَلْ هُوَ كَمَا قَالَ تَعَالَى [ فَفَتَحْنَا أَبْوَاب السَّمَاء بِمَاءٍ مُنْهَمِر وَفَجَّرْنَا الْأَرْض عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْر قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَات أَلْوَاح وَدُسُر تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِمَنْ كَانَ كُفِرَ] وَأَمَّا قَوْله [ وَفَارَ التَّنُّور ] فَعَنْ اِبْن عَبَّاس التَّنُّور وَجْه الْأَرْض أَيْ صَارَتْ الْأَرْض عُيُونًا تَفُور حَتَّى فَارَ الْمَاء مِنْ التَّنَانِير الَّتِي هِيَ مَكَان النَّار صَارَتْ تَفُور مَاء وَهَذَا قَوْل جُمْهُور السَّلَف وَعُلَمَاء الْخَلَف وَعَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ [ التَّنُّور فَلَق الصُّبْح وَتَنْوِير الْفَجْر وَهُوَ ضِيَاؤُهُ وَإِشْرَاقه ] وَالْأَوَّل أَظْهَر وَقَالَ مُجَاهِد وَالشَّعْبِيّ كَانَ هَذَا التَّنُّور بِالْكُوفَةِ وَعَنْ اِبْن عَبَّاس: [عَيْن بِالْهِنْد ]ِ وَعَنْ قَتَادَة عَيْن بِالْجَزِيرَةِ يُقَال لَهَا عَيْن الْوَرْدَة وَهَذِهِ أَقْوَال غَرِيبَة فَحِينَئِذٍ أَمَرَ اللَّه نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَام أَنْ يَحْمِل مَعَهُ فِي السَّفِينَة مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ مِنْ صُنُوف الْمَخْلُوقَات ذَوَات الْأَرْوَاح قِيلَ وَغَيْرهَا مِنْ النَّبَاتَات اِثْنَيْنِ ذَكَرًا وَأُنْثَى فَقِيلَ كَانَ أَوَّل مَنْ أُدْخِل مِنْ الطُّيُور الدُّرَّة وَآخِر مَنْ أُدْخِلَ مِنْ الْحَيَوَانَات الْحِمَار فَتَعَلَّقَ إِبْلِيس بِذَنَبِهِ وَجَعَلَ يُرِيد أَنْ يَنْهَض فَيُثْقِلهُ إِبْلِيس وَهُوَ مُتَعَلِّق بِذَنَبِهِ فَجَعَلَ يَقُول لَهُ نُوح عَلَيْهِ السَّلَام : مَالَك وَيْحك اُدْخُلْ فَيَنْهَض وَلَا يَقْدِر فَقَالَ اُدْخُلْ وَإِنْ كَانَ إِبْلِيس مَعَك فَدَخَلَا فِي السَّفِينَة ; وَذَكَرَ بَعْض السَّلَف أَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَحْمِلُوا مَعَهُمْ الْأَسَد حَتَّى أُلْقِيَتْ عَلَيْهِ الْحُمَّى . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبِي حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح كَاتِب اللَّيْث حَدَّثَنِي اللَّيْث حَدَّثَنِي هِشَام بْن سَعْد عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
[ لَمَّا حَمَلَ نُوح فِي السَّفِينَة مِنْ كُلّ زَوْجَيْنِ اِثْنَيْنِ قَالَ أَصْحَابه وَكَيْف تَطْمَئِنّ الْمَوَاشِي وَمَعَهَا الْأَسَد ؟ فَسَلَّطَ اللَّه عَلَيْهِ الْحُمَّى فَكَانَتْ أَوَّل حُمَّى نَزَلَتْ فِي الْأَرْض ثُمَّ شَكَوْا الْفَأْرَة فَقَالُوا الْفُوَيْسِقَة تُفْسِد عَلَيْنَا طَعَامنَا وَمَتَاعنَا فَأَوْحَى اللَّه إِلَى الْأَسَد فَعَطَسَ فَخَرَجَتْ الْهِرَّة مِنْهُ فَتَخَبَّأَتْ الْفَأْرَة مِنْهَا ]
. وَقَوْله" وَأَهْلَك إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل " أَيْ وَاحْمِلْ فِيهَا أَهْلَك وَهُمْ أَهْل بَيْته وَقَرَابَته إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْل مِنْهُمْ مِمَّنْ لَمْ يُؤْمِن بِاَللَّهِ فَكَانَ مِنْهُمْ اِبْنه يَام الَّذِي اِنْعَزَلَ وَحْده وَامْرَأَة نُوح وَكَانَتْ كَافِرَة بِاَللَّهِ وَرَسُوله وَقَوْله " وَمَنْ آمَنَ " أَيْ مِنْ قَوْمك " وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيل " أَيْ نَزْر يَسِير مَعَ طُول الْمُدَّة وَالْمُقَام بَيْن أَظْهَرهُمْ أَلْف سَنَة إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَعَنْ اِبْن عَبَّاس كَانُوا ثَمَانِينَ نَفْسًا مِنْهُمْ نِسَاؤُهُمْ وَعَنْ كَعْب الْأَحْبَار كَانُوا اِثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ نَفْسًا وَقِيلَ كَانُوا عَشْرَة , وَقِيلَ إِنَّمَا كَانَ نُوح وَبَنُوهُ الثَّلَاثَة سَام وَحَام وَيَافِث وَكَنَائِنه الْأَرْبَع نِسَاء هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة وَامْرَأَة يَام وَقِيلَ بَلْ اِمْرَأَة نُوح كَانَتْ مَعَهُمْ فِي السَّفِينَة وَهَذَا فِيهِ نَظَر بَلْ الظَّاهِر أَنَّهَا هَلَكَتْ لِأَنَّهَا كَانَتْ عَلَى دِين قَوْمهَا فَأَصَابَهَا مَا أَصَابَهُمْ كَمَا أَصَابَ اِمْرَأَة لُوط مَا أَصَابَ قَوْمهَا وَاَللَّه أَعْلَم وَأَحْكَم . انتهى تفسير ابن كثير.
لنتساءل الآن ماهي حقيقة الطوفان:
- وقع تجاوز كبير للبحر الأسود لما حوله من الأراضي بعد انهيار حاجز صخري يفصل بينه وبين البحر المتوسط.
- تناقل شعوب المنطقة شفهيا هذا الحدث جيلا بعد جيلا
- تحول تدريجيا إلى أسطورة حينما اتخذ صبغة دينية أي تم تفسيره بالدين وبصراع الآلهة إلى آخره.
- أضيفت إلى القصة أشياء غير واقعية كادعاء أن الطوفان عم الأرض كلها وان جميع المخلوقات انقرضت سوى التي ركبت مع نوح في السفينة.
- الأسطورة وجدت في أساطير الأولين قبل الكتب السماوية
- تسربت الأسطورة إلى التوراة والإنجيل
- أعادها محمد في القرآن بشيء من الاختصار.
ومن هنا يتبين أن الأساطير تنطلق غالبا من أحداث واقعية ثم تغلف بغلاف الدين وتضاف إليها أشياء غير واقعية وغير مقبولة علميا. فكم نسجت من الأساطير حول فيضان النيل وحول انفجار البراكين ..... الخ
_________________________________________

رد من العضو البحار

واضيف مزيدا للتوضيح والموضوعية :

( الصورة اعلاه :يعتقد البعض ان هذه البقعة على جبل آرارات في تركيا هي المنطقة التي إستقرت عليها سفينة نوح )

ولنبدأ بالبحث عن اصل الاسطورة :
نوح في ملحمة گلگامش
مقالة رئيسية: ملحمة جلجامش
يعتبر ملحمة جلجامش السومرية التي تم إكتشاف ألواحها الطينية عام 1853 من قبل البعض أول نص من الناحية التأريخية يذكر فيها قصة الطوفان حيث يحاول الملك جلجامش الوصول إلى سر الخلود عن طريق الانسان الوحيد الذي وصل إلى تحقيق الخلود وكان اسمه أوتنابشتم والذي يعتبره البعض مشابها جدا أن لم يكن مطابقا لشخصية نوح في الأديان اليهودية و المسيحية و الإسلام. وعندما يجد جلجامش أوتنابشتم يبدأ الأخير بسرد قصة الطوفان العظيم الذي حدث بامر الآلهة وقصة الطوفان هنا شبيهة جدا بقصة طوفان نوح, وقد نجى من الطوفان أوتنابشتم وزوجته فقط وقررت الآلهة منحهم الخلود [9].

نوح في اليهودية

الطوفان بريشة مايكل أنجيل

وإستنادا على التوراة وسفر التكوين في العهد القديم من الكتاب المقدس فان نوح كان ابن لاميخ وكان يعتبر الجيل العاشر بعد آدم وكان عمره 600 عاما عندما اوكل الخالق له مهمة بناء السفينة ومات 350 سنة بعد الطوفان وكان عمره عند الوفاة إستنادا على التوراة 950 عاما. وإستنادا إلى نفس المصدر فانه من أبناء نوح الثلاث إنبثقت البشرية بعد الطوفان وكان أبناء نوح:

سام أكبر الأبناء وكان عمره 98 عاما عند حدوث الطوفان وعاش 500 سنة اخرى بعد الطوفان وكان له 5 أبناء وهم عيلام و آشور و آرام و أرباجشاد و لود ويعتقد إن الفرس و لأشوريين و العبريين و العرب والأتراك و الآراميين قد إنبثقوا من سلالة سام [10] [11].
يافث ويعتقد انه كان أصغر أبناء نوح ويعتقد انه من سلالته إنبثقت شعوب اوروبا . كان ليافث حسب التوراة 7 أبناء وهم جومر و ماجوج و تيراس و جافان و ميشيخ و توبال و ماداي ويعتقد ان اليونانيين و الميديين و الأيرلنديين و الهنغاريين و السلوفاكيين و الأيطاليين والألمان قد إنبثقوا من هذه السلالة [12] [13].
حام ويعتقد إنه والد الشعوب الأفريقية ومنهم المصريون القدماء والكنعانيون وإستنادا على التوراة فإن حام قد شاهد والده عاريا في يوم من الأيام عندما كان نوح سكرانا وقام بإخبار أخويه بذلك وعندما علم نوح بهذا فانه طلب من الخالق ان لا يبارك سلالة حام ويعتقد بعض المحللين إن هذه قصة أختلقت فيما بعد عند اجتياح بني إسرائيل لأراضي الكنعانيين الذين كانوا يستوطنون منطقة فلسطين الحالية لكي يبدوا الأمر و كانه تحقيق لنبوءة [14] [15].
وحسب التوراة فإن الخالق قرر ان يمسح بني البشر من الوجود بإستثناء الصالحين بسبب كثرة المعاصي والذنوب التي كانت ترتكب فنزلت الأمطار لمدة 40 يوما و ليلة وغطت المياه الأرض لمدة 150 يوما و إستقرت السفينة على جبل آرارات.

وهناك كتابات يهودية لاتعتبر جزءا من الكتاب المقدس وإنما كروايات تم حذفها وفي هذه الكتابات تصوير إلى ان نوح كان شديد البياض عند الولادة بحيث امتلئت الغرفة بالضياء عند ولادته وانه بعد ولادته بلحظات بدأ بالصلاة و الدعاء للخالق الأعظم وإن بناء السفينة استغرق 120 سنة [16] ، وإن نوح كان أول مزارع للعنب واول من صنع النبيذ واول من خلق نظام العبودية بإبتكاره لفكرة استخدام العبيد في الزراعة وانه كان يشرب الكثير من النبيذ [17].

نوح في المسيحية
يصور العهد الجديد من الكتاب المقدس نوح كشخصية قريبة و مطيعة للخالق الأعظم ويضعه إنجيل مرقص في نفس منزلة إبراهيم و يعقوب [18]، ويتكرر في العهد الجديد الفكرة القديمة بأن بناء السفينة استغرق 120 عاما كان نوح أثناءها يحاول إقناع الناس باتباع ما أمر به الخالق الأعظم.

في الكتابات المسيحية التي كتبت في القرن الثالث بعد الميلاد من قبل أوريليس أوغسطين (354 - 430) تم إعطاء أهمية دينية كبيرة لسفينة نوح حيث تم اعتباره رمزا للخلاص من خلال تشبيه السفينة بالكنيسة [19]. وفي القرون الوسطى بدأ المسيحيون في كتاباتهم بالأقتناع بالتوزيع العرقي للاجناس البشرية الذي ورد ذكره في سفر التكوين وأضافوا إليه توزيعا طبقيا جديدا فكان الاعتقاد السائد أن رجال الدين والقديسيين ينحدرون من سلالة سام والفرسان ينحدرون من سلالة يافث والفقراء ينحدرون من سلالة حام.

يرى المحللون أن في هذا تكرارا لفكرة لعنة حام الذي سبق ذكرها والتي يعتبرها البعض أول تقسيم عنصري مستند على الدين والتي من المحتمل أنها لعبت دورا في النظرة التي نشأت ومازالت قائمة إلى حد ما على الأفريقيين وأصحاب البشرة السوداء ووصل الأمر في عام 1964 إلى السيناتور الأمريكي روبرت برد Robert Byrd من فرجينيا الغربية أن يستخدم قصة نوح كمبرر لإبقاء سياسة التمييز العنصري في الولايات المتحدة [20] [21] [22]. وبيرد هو أكبر المعمرين في مجلس الشيوخ وهو سيناتور منذ 1959 ورفض بيرد في عام 1991 ترشيح قاضيتين من أصول أفريقية أمريكية للمحكمة العليا في الولايات المتحدة ورفض بيرد في عام 2004 ترشيح كوندوليزا رايس لمنصب وزيرة الخارجية [23]

الصورة اعلاه للمدعو روبرت بيرد استخدم قصة نوح في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة كمبرر منطقي لسياسة التمييز العنصري
نوح في الإسلام

جاء ذكر نوح في العديد من الآيات القرآنية في سورة آل عمران وسورة النساء وسورة المائدة و سورة الأنعام وكذلك سورة نوح المسماة على اسمه وغيرها وحسب الدين الإسلامي فان الله أرسل نوحا إلى قوم يعبدون الأوثان ليدعوهم إلى عبادته وحده وترك عبادة غيره، لكن نوحا لم يلق آذانا صاغية واستمر الأكثرية على عبادة الأوثان ونصبوا له العداوة ولمن آمن به وتوعدوهم بالرجم.

استنادا إلى القرآن فإن نوحا لبث في قومه يدعوهم إلى عبادة الله ألف سنة إلا خمسين عامًا (سورة العنكبوت) وأن الله أمره ببناء سفينة كان قومه يمرون به وهو في عمله فيسخرون منه (سورة هود) وأنه قد نزلت كميات كبيرة من الأمطار مع تفجير الله للأرض عيونا مما أدى إلى حدوث الطوفان (سورة القمر). وحسب سورة هود فإن أحد أبناء نوح قد كان كافرًا خالف أباه في دينه وقال «سآوي إلى جبل يعصمني من الماء» ولكنه غرق وأن السفينة استقرت على جبل الجودي وليس آرارات وجبل الجودي يقع في تركيا أيضا ويبعد 200 ميلا عن جبل آرارات بالقرب من الحدود التركية مع سوريا و [[العراق]. هذه صور لسفينة نوح عليه السلام بعد ان عثرت عليها بعثة الأثار من المعاينة الأولية وجد ان عمر السفينة يصل إلى أكثر من 100 ألف سنة. تقول بعثة اللأثار أنهم وجدوا سفينةعلى جبل الجودي في تركيا... ويعتقد البعض أن الجبل الذي اعتصم عليه ذاك الابن كان عبارة عن مدينة النجف حيث روي أن النجف كانت جبلاً عظيماً وهو الذي قال ابن نوح فيه «سآوي إلى جبل يعصمني من الماء» ثم انقطع قطعاً وصار رملاً دقيقاً بإرادة الله، وكان ذلك البحر يسمى (ني) ثم جف بعد ذلك فقيل (ني جف) وسمي نجفاً لأنه أخف على الالسن ولكن معظم المؤرخين ورجال الدين يشككون كثيرا في هذه الرواية حيث يعتقدون إنها انتشرت في فترة متأخرة كجزء من ما يعتبروه معاداة للشيعة [24].

هناك اعتقاد بأن نوح خرج من السفينة في يوم عاشوراء ويستند البعض في هذا الاعتقاد على حديث روي عن أبي هريرة يقول نصه «مر النبي بأناس من اليهود وقد صاموا يوم عاشوراء فقال: "ما هذا الصوم؟" فقالوا: هذا اليوم الذي نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل من الغرق، وغرق فيه فرعون، وهذا اليوم الذي استقرت فيه السفينة على الجودي فصامه نوح وموسى شكرًا لله عز وجل، فقال النبي: "أنا أحقّ بموسى وأحق بصوم هذا اليوم». ومن ناحية الأنساب وإستنادا إلى الترمذي فإنه روى الإمام أحمد عن سمُرة أن النبي قال: "سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم".

سفينة نوح

هناك تيار يؤمن بالتفسير الحرفي وليس الرمزي لكل ما ورد في الكتب المقدسة وهذا التيار على قناعة إنه بالفعل كانت هناك سفينة ذات صفات مطابقة لما ورد في الكتب السماوية .حسب العهد القديم فإن نوح بنى السفينة من شجر الجوفر Gopher wood ولايعرف لحد هذا اليوم ماهو بالضبط هذا النوع من الأشجار إذ ورد ذكرها فقط في سفر التكوين وهناك الكثير من الفرضيات حول ماهية خشب الجوفر . ويرجح البعض انها شجر الأرز وبالنسبة لمقاييس السفينة حسب العهد القديم فإنها كانت 300 ذراعا وهذا القياس يجعل السفينة مقاربا إلى 450 قدما وهي أكبر من أكبر سفينة موثقة تأريخيا في العصور القديمة وكان حجمها 400 قدما و بنيت في الصين في القرن 15 بأمر من القائد العسكري Zheng He زنغ هيي [25]. إستنادا إلى نفس التيار المؤمن بالتفسير الحرفي لسفينة نوح فإن حجم السفينة كان 40,000 متر مكعب اي مقاربا إلى حجم سفينة تيتانك المشهورة [26] ، ويتسائل التيار المقتنع برمزية القصة عما إذا كان بإمكان هذه السفينة ان تتسع لجنسين من كل انواع الحيوانات و عما اذا كان بمقدور الأشخاص الثمانية على السفينة العناية بهذا العدد الهائل من الحيوانات لمدة أكثر من 220 يوما [27]. و من ناحية الجغرافيين المسلمين فقد ذكر الرحالة والجغرافي العربي ياقوت الحموي في كتابه المعروف (معجم البلدان) بان مسجدا قد بني على مكان إستواء السفينة و شاركه في الرأي ابن بطوطة [28] [29] [30]

البحث عن سفينة نوح

كان التيار المقتنع بحرفية ماورد في الكتب السماوية عن سفينة نوح مولعا من القدم بالبحث عن السفينة و هذا الولع كان واضحا لدى اتباع الديانة المسيحية اللذين كانوا أكثر شغفا في إثبات حرفية القصة بالمقارنة مع اليهود و المسلمين . في عام 1829 قام أستاذ الفلسفة في جامعة تارتو University of Dorpat فريدريك بارووت Freidrich Parrott بتسلق جبل آرارات باحثا عن السفينة و اعتبر أول شخص في العصر الحديث يقوم بهذه المهمة [31] ولم يشاهد بارووت السفينة ولكنه قال "إن السفينة قد تكون مطمورة تحت طبقات الجليد في قمة الجبل" [32] ، وتلاه على نفس المنوال المؤرخ و الأستاذ في جامعة أوكسفورد James Bryce جيمس برايس في عام 1876 ووجد قطعة من الخشب في قمة الجبل وكان برايس مقتنعا بإنها من بقايا السفينة [33], وفي الثمانينيات قام رائد الفضاء السابق James Irwin جيمس أيرون بحملة جديدة لكنه لم يعثر على شيء [34]. في القرن الواحد و العشرين إستمر الولع القديم بموقع سفينة نوح و خاصة بعد إنتشار صور تم إلتقاطها عبر الأقمار الأصطناعية لنتوء في قمة جبل

آرارات حيث بدأ الولع القديم يأخذ منعطفا جديدا بعد تعهد رجل اعمال ثري إسمه دانيال مك كيفرن Daniel McGivern عن منحة مقدارها 900,000 دولار لأي فريق علمي على إستعداد للبحث عن السفينة [35] ، ولكن مجلة National Geographic الرصينة و الذائعة الصيت إستبعد ان تكون الصورة الجديدة صورة حقيقية. وفي 17 يونيو 2004 زعمت إحدى البعثات إنهم إكتشفوا السفينة وقدمت المجموعة صورا و مخططات عن بعثتهم إلا إن الأكاديميون إعتبروا نتائج هذه البعثة كمثيلاتها ليست جوابا نهائيا لولع فكرة إن سفينة نوح لاتزال موجودة على قمة آرارات.

المصدر
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D8%AD
_______________________________________________________

شكرا لهذا الموضوع الشيق الذي قد قرأة عنه الكثير من خلال بعض الاسرائيليات و الاساطير القديمة و الكتب السمواية .
لقد لاحظت ان الاسرائيليات هي التي شملت و بشكل اوسع على مثل هذه المواضيع .
ان الاساطير القديمة التي ذكرت قصة الطوفان هي ليست بأسطورة واحدة فهناك عدة اساطير تتحدث عن نوح و الطوفان مثل ملحمة أترا حاسيس و هذا دليل على انها قد حدثت و كما قال زميلي
Ashrafo
ان الأساطير تنطلق من أحداث واقعية ثم تغلف بغلاف الدين و تضاف إليها أشياء غير واقعية و غير مقبولة علميا .( اعتذر عن هذا الاقتباس )
قد نلاحظ انها في جوهرها هي واحدة و لكن الاختلاف يكون في بعض الاحداث و تفصيلاتها و بعض الاسماء .


و ارجو ان تقبلو هذا العرض لملحمة أترا حاسيس:

الطوفان العظيم وفق رواية ملحمة أترا حاسيس

أسطورة أتراحاسيس هي نص بابلي يعود في تاريخه إلى نحو عام 1700 ق.م، وهناك نسخة آشورية منه وجدت في مكتبة الملك آشور بانيبال (668-633 ق.م) في العاصمة الآشورية نينوى، وهي عبارة عن ترجمة للنص البابلي القديم داخَلها بعض التعديلات في الأحداث وأسلوب الصياغة.
والنص البابلي القديم ينتهي بتذييل يذكر اسم كاتبه المدعو «نور-آيا» الذي أنهاه في شهر أيار في السنة التي صعد فيها الملك آمي صادوقا على عرش بابل. ويبدو أن «نور-آيا» هذا قد عمل على تحرير وإعادة صياغة عدة نصوص قديمة وجمعها في نص مطرد واحد يدور حول عدة أفكار ميثولوجية معروفة لنا من الأدبيات السومرية الأقدم، ومن الأدبيات البابلية الأخرى، مثل خلق الإنسان، والغاية التي من أجلها خُلق، والطوفان الكبير الذي أحدثته الآلهة لإفناء الحياة الإنسانية بعد أن تكاثر عدد البشر وصاروا مصدر إزعاج للآلهة.
تجري أحداث القصة في الزمن المبكر الذي تلى فعاليات الخلق والتكوين عندما اقتسم الأنوناكي الآلهة الكبار فيما بينهم مجالات الكون الثلاثة وهي السماء والأرض والأعماق المائية. وفرضوا عبء الكدح والعمل على الإيجيجي آلهة الأرض:

عندما كان الآلهة مثل البشر،
قاموا بالعمل، حملوا عبئه.
كان عبئهم ثقيلاً،
كان عملهم شاقاً وعنائهم بالغاً.
والأنوناكي العظام السبعة،
جعلوا الإيجيجي يحملون عبء العمل.
آنو أبوهم كان ملكهم،
وإنليل المحارب كان مستشارهم،
وننورتا كان حاجبهم،
وإينوجي كان الموكل بقنواتهم.
جاؤوا بصندوق القِداح (ليقترعوا)،
رموا القداح وقسَّموا الحصص.
فارتفع آنو إلى السماء،
وإنليل أخذ الأرض لسكن شعبه،
والرتاج الذي يحجب البحر أعطوه لإنكي.
بعد أن ارتفع آنو إلى السماء،
ونزل إنكي إلى الآبسو، (الأعماق المائية).
الآنانوناكي، آلهة السماء
جعلوا الإيجيجي، آلهة الأرض، تحمل عبء العمل.
حفر الآلهة القنوات،
وألُزموا بتنظيف التُرع، أخاديد حياة الأرض،
وحفروا مجرى نهر دجلة،
ثم حفروا مجرى نهر الفرات.
(بضعة أسطر مشوهة تعدد بقية ما قام به الإيجيجي من أعمال)
أحصوا سنوات التعب،
فبلغت 3600 سنة حملوا خلالها المشقة،
حملوا المشقة ليل نهار.
تذمروا ولاموا بعضهم بعضاً.
وأخيراً قرر الإيجيجي التمرد ورفض العمل، فأحرقوا أدوات عملهم ومضوا في هياج وثورة وحاصروا الإيكور، قصر إنليل عند منتصف الليل، والإله يغط في نومه:
حوصر الإيكور وإنليل غافل.
ولكن كلكال كان يقظاً، فأغلق الأبواب
أحكم الرتاج وراح يراقب البوابة.
ثم قام كلكال بإيقاظ نوسكو،
وراحا ينصتان إلى ضجة الإيجيجي.
فمضى نوسكو وأيقظ سيده إنليل،
جعله يقوم من فراشه وقال له:
«يا سيدي، إن بيتك محاصر
والتمرد صار إلى بابك.
أي إنليل، إن بيتك محاصر
والتمرد صار إلى بابك».
أمر إنليل بجلب الأسلحة إلى مقره ثم أرسل في طلب زملائه من آلهة الأنوناكي فاجتمعوا إليه للتداول في الأمر، وقرروا إرسال نوسكو لمقابلة المتمردين والتعرف على مطالبهم، ومعرفة المحرض على الشغب. ففتح نوسكو الباب وأخذ أسلحته معه ومضى إلى الآلهة المتمردين وطرح عليهم استفسار آلهة الأنوناكي فأجابوه:
«كل واحد منا نحن الآلهة أعلن الحرب.
لقد وضعنا نهاية لعملنا الشاق.
عبء العمل ثقيل، إنه يقتلنا.
عملنا شاق وعناؤنا بالغ.
فقررنا مجتمعين أن نرفع شكوانا إلى إنليل.
عاد نوسكو ونقل للأنوناكي ما سمع من الايجيجي، فدمعت عينا إنليل من التأثر لما سمع. ثم تشاور الآلهة في ما يتوجب عليهم فعله. فوقف إيا (=انكي) في وسطهم قائلاً:
«لماذا نلقي اللوم عليهم؟
عملهم كان شاقاً، وعناؤهم كان عظيماً.
في كل يوم تضج بهم الأرض.
في كل يوم نسمع ضوضاءهم تحذيراً لنا.
إن ربة الرحم بيليت إيلي (=مامي) حاضرة بيننا،
فلندعها تخلق لالو (الإنسان الفاني)
لكي يحمل النير،
ولندع الإنسان يرفع العبء عن الآلهة».
ثم دعوا الإلهة
وتوجهوا بالقول إلى قابلة الآلهة، مامي الحكيمة:
«أنت إلهة الرحم خالقة الجنس البشري.
اخلقي لالو (الإنسان الفاني) ليحمل النير،
دعيه يحمل النير، عمل إنليل،
وليرفع عن الآلهة عبء العمل».
فتحت ننتو (=مامي) فمها وقالت للآلهة العظام:
«لن يكون لي أن أفعل ذلك بمفردي،
وإنما بالاشتراك مع إنكي
الذي يصنع كل ما هو طاهر.
فليعطني طيناً وأنا أعجنه».
فتح إنكي فمه وقال للآلهة العظام:
«في اليوم السابع والخامس عشر من الشهر،
سأجهز مكاناً طهوراً،
وهناك سوف نذبح أحد الآلهة،
وتتعمد الآلهة بدمائه.
وسوف تعجن ننتو الطين بلحمه ودمه.
عندها الإله والإنسان،
سوف يمتزجان معاً في الطين.
ولنسمع ضربات الطبل إلى آخر الأيام،
ولتوجد الروح البشرية من جسد الإله،
ولتُعَلّمه أن الحياة أضحت رمزه.
لتوجد الروح البشرية ولا تنسى (أصلها)».
قال الكل في مجمعهم: نعم.
آلهة الأنوناكي الذين يقدّرون المصائر
(قال الكل في مجمعهم: نعم).
عجنت مامي الطين وقطعته إلى أربع عشرة قطعة صنعت منها سبعة رجال وسبع نساء وهي تتلو تعويذة لقنها إياها الإله إنكي. وبعد أن انتهت من مهمتها بمعونة إلهات الولادة، قالت للآلهة:
«حملتموني مهمة فأديتها بكمال.
أرحتكم من عناء عملكم الشاق،
وحمَّلت البشر عناءكم.
رفعتم النداء لأجل البشر،
فأزحت النير وأقمت الحرية».
عندما سمعوا كلامها هذا
تراكضوا وقبلوا قدميها قائلين:
«لقد تعودنا أن ندعوك مامي،
ولكن اسمك سيكون الآن سيدة كل الآلهة.
تكاثر الناس وانتشروا في الأرض فحفروا القنوات وزرعوا الأرض، وبنوا معابد للآلهة، وقدموا إليها القرابين:
ستمئة سنة انقضت وأقل من ستمئة أخرى.
اتسعت البلاد وزاد تعداد البشر،
حتى غدت الآلهة قلقة من صخبهم.
سمع إنليل ضجيجهم وقال للآلهة العظام:
«ضجة البشر ثَقُلت علي،
من ضوضائهم حُرمت النوم.
ليحل الطاعون بينهم... ...
(ثلاثة أسطر ناقصة)
كان هناك رجل اسمه أتراحاسيس،
كانت آذانه مفتوحة لصوت إلهه إنكي،
وكان قادراً على التحدث معه،
وإلهه كان يحدثه.
ففتح أترحاسيس فمه وقال لإلهه:
«إلى متى تفرض علينا الآلهة الآلام؟»
ففتح إنكي فمه وقال لعبده:
«إدع إليك الشيوخ وعلية القوم،
وأعلن الانتفاضة في بيتك.
أصدر الأوامر، لينادي المنادون
ويتردد صوتهم في كل البلاد:
«لا تبجلوا آلهتكم،
لاتصلوا لإلهاتكم
التمسوا فقط باب الإله نمتار (= إله الطاعون)
أحضروا إليه قربان الخبز،
عسى أن يسعده قربان الدقيق،
فيخجل من الهبة ويرد يده عنكم».
كف نمتار يده عن البشر فتراجع الطاعون وعادت الحياة سيرتها الأولى وعاد البشر إلى التكاثر. مضت ستمئة سنة وأقل من ستمئة سنة أخرى، سئم الآلهة خلالها من صخب البشر وضجيجهم، فتوجه إنليل بالقول إلى الآلهة:
«ضجة البشر ثقُلتْ علي،
من ضوضائهم حُرمت النوم.
فلتُقطع مؤونة الطعام عنهم،
وليقل الزرع الذي يسد جوعهم،
وليمنع أداد (= هدد) مطره عنهم،
وفي الأسفل لتتوقف الينابيع عن التدفق،
ولتعصف الريح وتجف الأرض،
لتنعقد الغيوم دون أن ترسل مطراً.
لتقلل الحقول من غلالها،
ولتحجب الإلهة نيسابا (الأم ـالأرض) صدرها،
وعسى أن تغيب السعادة عنهم».
مرة ثانية يقصد أتراحاسيس إلهه إنكي ويشكوا إليه وضع البشر، فيعطيه النصيحة نفسها بأن يديروا ظهورهم لآلهتهم وإلهاتهم ويلتمسوا فقط باب الإله أداد المتحكم بماء المطر فيقدموا له قربان الخبز:
لم يبجلوا آلهتهم،
لم يصلوا لإلهاتهم،
التمسوا فقط باب الإله أداد.
أحضروا إليه قربان الخبز،
فأسعده قربان الدقيق،
خجل من الهدية ورد يده عنهم.
في الصباح أرسل ضباباً،
في المساء، خلسة، أرسل الندى،
وخلسة حملت الحقول تسعة أضعاف،
فغادرهم الجفاف،
ثم عادوا إلى تقدماتهم المعتادة.
عادت الحياة سيرتها الأولى وعاد البشر إلى التكاثر. وبعد مضي فترة مماثلة أمر الإله إنليل بعدد من الكوارث الطبيعية للإقلال من عدد البشر:
من الأعلى لم يهطل المطر ليملأ القنوات،
وفي الأسفل لم يفض الماء من الينابيع،
أغلقت الأرض رحمها ولم تلد.
لم يَنْمُ الزرع و... ... ...
حقول المراعي السود ابيضت،
والأرض الواسعة مُلئت ملحاً.
في السنة الأولى أكلوا العشب،
في السنة الثانية نفذت مخازنهم،
وعندما حلت السنة الثالثة،
تغيرت هيئاتهم من الجوع،
وغطى وجوههم الجرب كالشعير،
عاشوا الحياة في عذاب،
وعلت وجوههم صفرة (الموت)،
ومشوا في الطرقات بظهور محدودبة.
أكتافهم العريضة ضاقت،
وأرجلهم الطويلة قصرت.
مرة ثالثة يجد إنكي للبشر مخرجاً. ولكن الكسور والنقص في هذا الموضع من اللوح يمنعنا من معرفة التفاصيل. وبعد ستمئة عام وأقل من ستمئة عام أخرى، اتسعت البلاد وازداد عدد البشر حتى غدت الآلهة قلقة من صخبهم. فدعا إنليل الآلهة إلى اجتماع قائلاً لهم:
«ضجة البشر ثقُلت علي.
صخبهم يقلق لي راحتي،
ومن ضوضائهم حُرمت النوم.
أعطوا الأوامر لينتشر مرض الشوروبو والأشاكو،
وليضع نمتار حداً لضوضائهم حالاً.
دعوا أمراض الصداع والشوروبو والأشاكو
تعصف بهم وتضربهم كالإعصار».
ومرة رابعة يجد أتراحاسيس وإنكي طريقة لوقف الأمراض الفتاكة التي تعصف بالبشر، وتعود الحياة سيرتها الأولى. ولكن إنليل يدعو مجدداً مجمع الآلهة ويأمر بالكوارث التي حلت بهم سابقاً أن تحل بهم الآن مجتمعة:
«لتُقطع المؤونة عن الناس،
وليقل الزرع الذي يسد جوعهم،
وليقلل أداد في الأعالي مطره عنهم،
وفي الأسفل لتتوقف الينابيع عن التدفق،
ولتشح الأرض وتقلل من غلالها،
ولتحجب الإلهة نيسابا صدرها (الخصيب)،
لتتحول الحقول السود فتغدو بيضاء،
ولتنتج الأرض الواسعة ملحاً،
ولتشد الأرض على رحمها،
فلا زرع يطلع ولا حبوب تنمو،
ليتسلط مرض الأشاكو على الناس،
ولتضيق الأرحام فلا تدع للمواليد مخرجاً».
فحصل ذلك كله، وساءت حالة البشر أكثر من كل المرات السابقة:
في السنة الأولى أكلوا العشب،
في السنة الثانية نفذت مخازنهم،
وفي السنة الثالثة تغيرت هيئاتهم من الجوع،
وفي السنة الرابعة هاماتهم المنتصبة انحنت،
وأكتافهم العريضة ضاقت،
مشوا في الطرقات بظهور محدودبة.
وفي السنة الخامسة حاذرت البنت من قدوم أمها،
ولم تفتح الأم بابها لابنتها،
وراقبت الأم ميزان ابنتها،
وراقبت الابنة ميزان أمها.
وفي السنة السادسة أعدوا الابنة لتكون طعاماً،
وقدموا الولد على المائدة،
لم يبق من البشر إلا ألف أو ألفان.
وعندما يفلح أتراحاسيس في دفع الكوارث الجديدة بمعونة إنكي أيضاً (ونحن لا نعرف التفاصيل بسبب فجوات وتشوهات في النص)، يلجأ إنليل إلى حل حاسم أخير، فيدعوا مجمع الآلهة ويقنعهم بخطته الجديدة التي تقوم على إرسال طوفان شامل يفني الحياة دفعة واحدة عن وجه الأرض، ثم يبدأ شخصياً بإدارة هذه الخطة وتوجيه العاملين عليها. وهنا تعرض لأتراحاسيس رؤيا وهو مضطجع في سريره، رؤيا تنذره بالخطر، فيمضي إلى إلهه إنكي ليستجلي معناها. ولما كان الآلهة قد جعلوا إنكي يتعهد بأن لا ينقل لأتراحاسيس شيئاً مما يدور في مجمعهم، فإن إنكي يخاطب جدار الكوخ الذي يسكنه أتراحاسيس:
«أصغ إليَّ يا جدار،
وتملَّ كلماتي يا كوخ القصب.
قوِّض بيتك وابن السفينة،
أهجر ممتلكاتك لتنقذ الكائنات الحية.
والسفينة التي أنت بانيها
(سطران ناقصان يحتويان على تعليمات إنكي)
أسقفها كما هو الآبسو،
فلا تجعل نور الشمس يصل إلى داخلها.
اصنع لها طوابق علوية وطوابق سفلية.
ليكن القار صلباً ليعطيها القوة،
ولتكن حبال الصواري متينة.
سوف أرسل إليك عما قريب مطراً،
طيوراً كثيرة وأسماكاً وفيرة».
ثم فتح الساعة الرملية وملأها،
وأخبره أن مدة الطوفان ستكون سبع ليال.
تلقى اتراحاسيس الرسالة (ووعاها).
جمع الشيوخ وعلية القوم إلى بابه،
ثم فتح فمه وقال لهم:
«إن إلهي ليس على وفاق مع إلهكم.
إنكي وإنليل وقعت بينهما الخصومة،
وكان من نتيجة ذلك طردي من أرضي.
ولأني أبجل إنكي منذ زمن طويل،
فقد أخبرني بذلك كله.
لن أستطيع بعد الآن العيش في أرض إنليل،
ولن أستطيع أن أضع قدماً في أرض إنليل،
بل سأمضي إلى الأسفل نحو الآبسو لأعيش مع إلهي.
يلي ذلك أسطر مشوهة وأخرى ناقصة نفهم منها أن أهل المدينة قد ساعدوا أتراحاسيس على بناء السفينة، وأنه قد حمل إليها عائلته وممتلكاته وأصناف الحيوانات المختلفة من طيور السماء وحيوانات الأرض وماشيتها، ثم أولم للناس فأكلوا وشربوا. أما هو فكان قلقاً يذرع المكان جيئة وذهاباً، كسير القلب يلوك المرارة. ثم:
تغير وجه السماء وتبدل الطقس،
وراح أداد يخور بين الغيوم.
ولما سمع أتراحاسيس صوته،
جيء إليه بالقار ليسد بابه.
وبينما هو يسد بابه،
تابع أداد خواره بين الغيوم،
والرياح الغاضبة تزمجر في الخارج.
قام وقطع حبل المرساة، حرر السفينة.
(أسطر تالفة)
الطائر الإلهي أنزو راح يشق السماء،
هز الأرض، وحطم ضجتها مثل الإناء.
.. .. .. انداح الطوفان،
وسلاح الكاشوشو هاجم الناس مثل جيش،
حتى عمي الواحد عن الآخر،
لم يميزوا بعضهم في خضم الكارثة.
جأر الطوفان مثل ثور بري،
ومثل حمار وحشي أعولت الرياح،
خيمت الظلمة وغاب وجه الشمس.
(أسطر تالفة)
وهنا تشعر الإلهة مامي (ننتو) بالندم وتبدأ مناحة على البشر، بينما جلس الأنوناكي في ظمأ وجوع لانقطاع القرابين والتقدمات التي يقدمها الإنسان، ثم راحوا يشاركونها البكاء. وبعد انقطاع في النص، نفهم أن السفينة قد رست على بقعة عالية جافة بعد سبعة أيام من الطوفان، وأن أتراحاسيس قد قدم أضحية وأشعل تحتها النار. فتشمم الآلهة الرائحة وتجمعوا على الأضحية مثل الذباب. ثم حضر إنليل:
وقع بصر إنليل على السفينة،
فاستعر غضبه على آلهة الإيجيجي:
«نحن آلهة الأنوناكي جميعاً،
أقسمنا مع بعضنا يميناً،
اتفقنا على أن لا ينجوا أحد من الأحياء،
فكيف نجا أحد من هذه الكارثة؟»
فتح آنو فمه وقال لإنليل المحارب:
«من غير إنكي يستطيع أن يفعل ذلك؟
لقد أفشى أوامرنا إلى كوخ القصب».
ففتح إنكي فمه وقال للآلهة العظام:
«لقد فعلت ذلك على الرغم منكم،
لقد عملت على حفظ بذور الحياة.
بقية خطاب إنكي مفقودة ولكننا نفهم من بعض السطور الواضحة أنه كان يتمنى على إنليل أن لا يرسل طوفاناً شاملاً يهلك كل شيء حي، بل أن يأخذ المذنب بجريرته وكل من يعارض مشيئته، ويعفو عن الصالحين من البشر. ومن السطور الأخيرة الباقية من جواب إنليل، يعرض إنليل خطة يتوجب على إنكي وننتو تنفيذها، وهي تهدف إلى التقليل التلقائي من تعداد البشر ودون اللجوء مرة أخرى إلى الكوارث الشاملة:
فتح إنليل فمه قائلاً لإنكي:
«هلم، ولتستدع ننتو إلهة الرحم،
وتبادل معها المشورة في مجمع الآلهة».
ففتح إنكي فمه وقال لإلهة الرحم ننتو:
«أنت إلهة الرحم التي تقرر المصائر.
... ... ... ...
ليكن ثلثهم ... ...
... ... ... ...
وليكن ثلثهم الآخر ... ...
والى ذلك، ليكن هنالك ثلث من الناس،
بينهم امرأة ولود وأخرى لا تلد.
ليكن هناك عفاريت الباشيتو بين البشر،
التي تخطف الأطفال من حضن أمهاتهم.
ليكن بين النساء فئة الأجبابتو والانتو والإيحيصيتو،
اللواتي يحظر عليهن الزواج، فلا تلدن.
بعد أكثر من ثلاثين سطراً مشوهاً
______________________________________________________

ذه 3 روايات عن الطوفان


رواية الطوفان الآشورية:

صنع أوتانابشتيم سفينة في 7 أيام، حسبما طلبت منه الآله وجعلها برجاً بسبع طبقات مطلية بالزفت، وبدنها غاطس ثلثاه في الماء.

وأركب عائلته وعائلة زوجته و مؤونة ونماذج من جميع أصناف الحيوانات.
ولما ظهرت الإشارة التي أخبره بها الإله الشمس، دخل البطل الى السفينة وأغلق الباب....

وعند طلوع الشمس، ارتفع من الأفق غمام أسود، تحولت الأنوار الى ظلمات، وثارت العواصف، وهاج الطوفان وانقضّ على البشر.
وبعد 7 أيام هدأ البحر وسكنت الريح، فوقفت السفينة على جبل نِصير.
وانتظر أوتانابشتيم 7 ايام قبل ان يأخذ أي مبادرة. ولما حان اليوم السابع أخرج حمامة وأطلقها فمضت ثم رجعت.
وأخرج سنونوة وأطلقها فمضت ثم رجعت. فأخرج غراباً وأطلقه فمضى ولم يرجع.

فقرّب أوتانابشتيم ذبيحة للآلهة وفي الختام يصعد إنليل الى السفينة ويخطف أوتانابشتيم وزوجته و ينقلهما إلى الفردوس.

رواية الطوفان اليونانية:

يخبر التقليد اليوناني أن دوكاليون وزوجته بيرا و أولادهما دخلوا صندوقاً كبيراً ومعهم الحيوانات بما فيها الأحصنه والأسود والثعابين.

بعد ذلك فاضت البحار والأنهر وتفجرت المياه فغطت الأرض وتنقل الصندوق الى قمة جبل برناس.

وبعد 9 ايام من الطوفان انفتحت هوة كبيرة في بامبيس غارت فيها المياه.
ونزل دوكاليون وبيرا الى أحد الحقول فرميا الحجارة فيه فتحول كل حجر الى بشر:
الذي رماه دوكاليون أصبح ذكراً، والذي رمته بيرا أصبح أنثى.

رواية الطوفان الهندية:

جاء في مهابهارتا أن مانو التقط سمكة فربّاها واهتم بها جيداً. وكانت السمكة تنموا بضخامة وسرعة.
وفي أحد الأيام طلبت من مانوا أن يبني سفينة وتربطها بحبل يعلقه في قرن السمكة.

وعندما فاضت مياه الأرض والسماء جرّت السمكة الألهيّة السفينة بمن فيها من البشر فوق رؤوس الجبال العالية.

وتوقف الطوفان فحطت السفينة قرب جبل همافات ونزل منها مانو مع سبعة آخرين يدعون "الريشي"
وأعاد مانو خلق مختلف الكائنات ومن بينها فتاة جميلة اتخذها زوجة له فأنجبا البنين والبنات حتى ملأوا الأرض



رواية الطوفان التي وردت في سفر التكوين من الكتاب المقدس

كان نوح رجلاً باراً كاملاً له ثلاث أولاد: سام و حام و يافث.

وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت عنفاً فأراد أن يهلك جميع البشر.

وطلب الله من نوح أن يصنع سفينة من خشب
قطراني طولها 300 ذراع، وعرضها 50 ذراعاً، وعلوها 30ذراعاً، بطبقات ثلاث.

وأمره الله أن يدخل سفينته هو وبنوه وامرأته ونسوة بنيه
ومن كل حي اثنان ذكراً وأنثى تكون من الطيور بأصنافها
ومن البهائم وجميع الحيوانات التي تدب على الأرض.
وأمره أيضاً أن يأخذ من كل طعام يؤكل ويجعله مؤونة له.

وتفجرت عيون الغمر العظيم، وتفتحت كوى السماء فدخل نوح الى السفينة مع بنيه وجميع الحيوانات،
وهطلت الأمطار على الأرض فارتفعت السفينة وسارت على وجه المياه.

وبقى الطوفان على الأرض 40 يوماً و40 ليلاً، وعلت المياه 15 ذراعاً على الأرض

وتغطت الجبال فهلك كل ذي جسد. وتوقف المطر وهبطت السفينة على جبل أراراط،
ففتح نوح كوة السفينة وأطلق الغراب فخرج وجعل يتردد الى ان جفت المياه.

ثم أطلق الحمامة فعادت اليه في المرة الأولى والثانية.
وأطلقها في المرة الثالثة فعادت اليه وقت العشاء وفي فمها ورقة زيتون خضراء.
ولبث 7 أيام أخر ثم أطلقها فلم ترجع اليه

وخاطب الله نوحاً أن يخرج من السفينة مع ذويه وجميع الحيوانات،

وبارك الله نوحاً وبنيه وقال لهم: انموا واكثروا واملأوا الأرض.

الأحد، ديسمبر 02، 2007

وفاة محمد

عن عائشة قالت: لما توفى النبي استأذن عمر والمغيرة بن شعبة فدخلا عليه فكشفا الثوب عن وجهه فقال عمر أغشيا(مغمى عليه)؟ ما اشد غشى رسول الله ثم قاما فلما انتهيا إلى الباب قال المغيرة يا عمر مات النبي فقال عمر كذبت ما مات لكنك رجل تخالطك فتنة ولن يموت النبي حتى يفني المنافقين ثم جاء أبو بكر فقال اسكت فسكت ثم قرأ انك ميت وانهم(الزمر30) ثم قال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل افإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم (آل عمران144 فقال عمر هذا في كتاب الله؟ قال أبو بكر نعم .. (عجبي عمر لا يعرف ما في الكتاب !) ثم تلاها أبو بكر على الناس حتى قال قائل من الناس والله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية أنزلت حتى تلاها أبو بكر.. (عجبي لا أحد يعرفها إلا أبو بكر!) (*) الطبقات الكبرى لأبن سعد باب ذكر كلام الناس حين شكوا في وفاة صلعم

هذا تساؤل يطرح نفسه!!!! أية في القرآن الكريم لم يعرف بها أحد من المسلمين و لم يقرأها أحد منهم إلا أبا بكر!!!!!!!!

جثث الأنبياء لا تبلى........ هل كان محمد يظن أن جسده مخلد لا يفنى؟؟؟

قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء). سنن أبو داود (1047)

أخبرنا محمد بن عمر... عن أبي بن عباس بن سهل عن أبيه عن جده قال توفي رسول الله صلعم يوم الاثنين فمكث يوم الاثنين والثلاثاء حتى دفن يوم الأربعاء.

* أخبرنا محمد بن عمر... عن القاسم بن محمد قال لم يدفن رسول الله حتى عرف الموت فيه في أظفاره اخضرت

عن إبراهيم قال لما قبض النبي كان أبو بكر غائبا فجاء بعد ثلاث ولم يجترئ أحد أن يكشف عن وجهه(طبعا لان عمر واقف ومعه السيف وسيقتل من يقول أن محمدا مات) حتى اربد (انتفخ) بطنه فكشف (أبو بكر) عن وجهه وقبل بين عينيه ثم قال.. من كان يعبد الله فان الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات.

(*) تاريخ الطبري ذكر الأخبار الواردة باليوم الذي توفى فيه الني صلعم ومبلغ سنة وفاته

هل يجب على المسلم الإيمان بالكتب السماوية كلها؟؟؟

يقول الله في محكم كتابه العزيز ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا ) النساء آية 136.

آمنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزل على رسوله...... عرفناهم و انتهينا منهم
فما هو الكتاب الذي أنزل من قبل؟؟؟؟؟؟
في تفسير ابن كثير ( وَالْكِتَاب الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْل وَهَذَا جِنْس يَشْمَل جَمِيع الْكُتُب الْمُتَقَدِّمَة وَقَالَ فِي الْقُرْآن نَزَّلَ لِأَنَّهُ" نَزَلَ " مُتَفَرِّقًا مُنَجَّمًا عَلَى الْوَقَائِع بِحَسَبِ مَا يَحْتَاج إِلَيْهِ الْعِبَاد فِي مَعَاشهمْ وَمَعَادهمْ وَأَمَّا الْكُتُب الْمُتَقَدِّمَة فَكَانَتْ تَنْزِل جُمْلَة وَاحِدَة لِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَالْكِتَاب الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْل )

يقول عز من قائل في سورة الحجر آية 9 ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) و في تفسير ابن كثير لهذه الآية يفسرها ب ( وَهُوَ الْقُرْآن وَهُوَ الْحَافِظ لَهُ مِنْ التَّغْيِير وَالتَّبْدِيل وَمِنْهُمْ مَنْ أَعَادَ الضَّمِير فِي قَوْله تَعَالَى " لَهُ لَحَافِظُونَ " عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَقَوْلِهِ " وَاَللَّه يَعْصِمك مِنْ النَّاس " وَالْمَعْنَى الْأَوَّل أَوْلَى وَهُوَ ظَاهِر السِّيَاق )

الله يتحدث عن كتاب أنزل من قبل و ليس كتبا فما هو هذا الكتاب؟؟؟؟
هل هو التوراة و الإنجيل أم القرآن عندما أنزل كاملا من قبل؟؟؟

لكن القرآن الكريم يقر بتحريف كل الكتب السماوية السابقة فيقول (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) [البقرة:75] وقال: (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون)[البقرة:79] وقال: (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظاً مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا منهم)[المائدة:13]
وقال: (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه)[النساء:46]

فكيف يأمرنا الله باتباع كتاب محرف؟؟؟؟
و طالما أنه محرف و بإقرار الله فكيف لم يحافظ عليه؟؟ أليس هو من حافظ على القرآن الكريم؟؟ ( إنا نزلنا الذكر و إنا له لحافظون ) فلماذا لم يحافظ على الكتب السماوية الأخرى أم أنه أراد لكنه لم يستطع؟؟؟؟

الموضوع فيه تشعب و أترك للزملاء الحكم و الرأي و شكرا للجميع

هل يؤذن شرعا التخلف عن قتال المشركين بحجة النساء؟

هل يؤذن شرعا التخلف عن قتال المشركين بحجة النساء؟

لما خرج رسول الله إلى تبوك و تجهز الناس قال للجد بن قيس قال يا جد هل لك في جلاد بني الأصفر؟ و في لفظ يا أبا قيس، هل لك أن تخرج معنا فتحقب ( أي تردف خلفك ) من بنات بني الأصفر فقال يا رسول الله أو تأذن لي في التخلف و لا تقتني، فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبا بالنساء مني، و إني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر، فأعرض عنه رسول الله و قال له ( أذنت لك ) فأنزل الله تعالى ( و منهم من يقول إئذن لي و لا تفتني ) و أيضا ( ألا في القتنة سقطوا ).

إذا، إذا خشي الإنسان على نفسه من الفتنة ألا و هي هنا الوقوع في غرام و هوى النساء فله أن يحتجب و يتخلف عن مرافقة المسلمين في أداء الواجبات و المسؤوليات المطلوبة منه و المكلف بها شرعا.

على الهامش: ما لفت نظري أيضا أن رسول الله يدعو الجد بن قيس أن ( يحتقب ) و قد فسروها أن يردف خلفه من النساء و لا أعلم إن كن اثنتان أو أكثر كيف يمكن أن يرفدهن الرجل اللهم إلا إذا كان سيردفهن على جمال و خيل أخرى تسير خلفه إلا أن استخدام كلمة ( يحتقب ) و ربطها بكلمة ( قحبة ) و معروف من هي القحبة هو ما يثير الإستغراب و يدعو االبحث عن أصل و استخدامات هذه الكلمة المشينة.

أما الفكرة الأساسية فهي مكمن الرعب في هذا الموضع ألا و هي الترغيب، فقد رغب رسول الله للجد بن قيس الخروج في الغزوة فقط لإحضار ما قد يتيسر له من الإماء و السبايا فهن كالغنم لا إنسانية لهن و لا إحترام. طبعا إتخاذ الإماء و السبايا كان معروفا لدى العرب و العجم في ذلك الوقت لكنني تمنيت على رسول الله أن يتخذ مسلكا غير هذا و ينهى عنه سواء بالقول أو الإشارة أما أن يحض عليه و يدفع الناس دفعا لإتيانه فهذا ما أثار في نفسي الحفيظة.

و أخيرا......... صدق رسول الله إنه لم يكن ينطق عن الهوى، فتلك هي إرادة رب العالمين.... و احذرن يا نساء بني الأصفر فإني آت إليكن لأحقبنكن ( أجعل منكن قحابا و قحباة بالفتحة المنونة )

هل من الحكمة في الإسلام للمقاتل أن يتحصن أم أن يتكشف؟

هل من الحكمة في الإسلام للمقاتل أن يتحصن أم أن يتكشف؟

قال العوف بن حارث ابن عفراء: يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده؟ ( أي ما يرضيه غاية الرضا ) قال غمسه يده في العدو حاسرا ( أي لا درع له و لا مغفر ) فنزع درعا كانت عليه فقذفها ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قتل.

بالرغم من ذلك فقد كان لرسول الله درعا و قد روي في كتب السيرة أنها كانت مرهونة عند يهودي عند وفاة رسول الله محمدا عليه الصلاة و السلام ( على آصع من شعير ) بالرغم من أن محمدا ما مات فقيرا فقد كان لديه عبيدا و إماء و مزارع لكن يبدو أنه كان في ضائقة مالية فاستدان من اليهودي إلا أن أجله جاء قبل أن يسد دينه.

ما يهمنا من الموضوع عنوانه، فهل نصيحة رسول الله للعوف بن حارث في محلها من حيث الحكمة أولا و القدوة ثانيا و العمومية ثالثا؟

هل من الواجب على المسلم إذا قاتل عدوا أن يظهر نفسه فلا يتدرع ( يلبس درعا ) و لا يلتجيء ( يدخل ملجأ ) و أن يكشف نفسه فيكون عرضة للقتل بينما عدوه يتدرع و يلتجيء و يتخفى و يحتاط؟؟

دعوني أقولها لكم، لا أعتقد أن محمدا قالها للرجل و لا هناك رجل اسمه العوف من أساسه لكنها السيرة النبوية المطهرة التي اختلط فيها من كل قول و دس حتى ما عاد يمكن تمييز الحقيقي منها عنها عن المزور، لذلك.... من حقنا أن نشك في كل حرف قيل في السيرة النبوية المطهرة.

هل كلم الله إنسيا قط مواجهة و من غير حجاب؟؟؟

هل كلم الله إنسيا قط مواجهة و من غير حجاب؟؟؟

معروف أن الله جلت قدرته قد كلم نبيه موسى تكليما و لذلك سمي بالكليم، و قد كان رسول الله أدنى إليه ليكلمه حين وصل إليه في سدرة المنتهى في معراجه إلا أنه لم يعرف عن نبي آخر أنه كلم الله أو حتى رآه لأنه جل و علا كان إذا ظهر لجبل خر الجبل خاشعا ( إنهار و تبعثرت حجارته ). فهل هناك حالات كلم الله فيها إنسانا أو حتى جمادا وجاهة ( وجها لوجه؟ )

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لجابر بن عبدالله في فضل الإستشهاد ( ألا أخبرك ما قال الله لأبيك: قال بلى، قال : ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب و كلم أباك كفاحا ( أي وجاها ) فقال يا عبدي تمن علي أعطك، قال يا رب أحيني فأقتل فيك ثانية قال إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون، قال يارب أبلغ من ورائي فأنزل إليه ( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون )

طبعا لا يغرنا إجابة الله أنه قال (إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون ) فهو كان يعتذر للرجل الشهيد أو بالأحرى يصرفه لأنه جلت قدرته كان قادرا على إعادة إحيائه من جديد ( زومبي ) و قد سبق له أن خول نبيه عيسى بهذة القدرة فجعله يحي الموتى، إلا أن هذا استثناء على القاعدة و ليس الأصل.

هل كان محمد بن عبد الله يشرب الكحول مثل الاخرين قبل الدعوه ؟

أخرج مسلم وغيره من حديث عائشة ( أنها كانت تنتبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة ، فإذا كان العشى فتعشى ، شرب على عشائه ، وإن فضل شئ صبته أو أفرغته ثم تنتبذ له بليل ، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه قالت تغسل السقاء غدوة وعشية

قصد الشارع تحريم الخمر فعلاً لكان نص على عقاب من يشربها، غير أن القرآن لم يذكر أي عقوبة على شارب الخمر، لا في هذه الحياة ولا في الآخرة، بل وعد عباده الصالحين بأنهر من خمر في الجنة. وفي حياة النبي لم يكن هناك حد في شرب الخمر،

وهناك روايات تقول إن النبي لم يحد في الخمر إطلاقاً، وورد فيما أخرجه أبو داود والنسائي بسند قوي (عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوقت في الخمر حدا، قال ابن عباس: وشرب رجل فسكر فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما حاذى دار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك ولم يأمر فيه بشيء ) وأخرج الطبري من وجه آخر (عن ابن عباس: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا، ولقد غزا تبوك فغشى حجرته من الليل سكران فقال ليقم إليه رجل فيأخذ بيده حتى يرده إلى رجله) (فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال).

والخمر لا يختلف كثيراً عن النبيذ، فكلاهما يحتوي على كمية من الكحول تتفاوت بتفاوت مدة التخمير. فأغلب الثمار تتكون على جلدها خميرة تؤدي إلى تفاعلات كيماوية تغير السكر الموجود بالثمار إلى كحول. وقد عُرف عنه أنه كان (ص) يحب النبيذ. ويقول ابن قيم الجوزية في كتاب (الطب النبوي): (وثبت في (صحيح مسلم) أنه صلى الله عليه وسلم كان يُنْبَذُ له أوَّل الليل، ويشربُه إذا أصبح يومَه ذلك، والليلةَ التي تجيءُ، والغَد، واللَّيلةَ الأُخرى، والغَد إلى العصر، فإن بقى
منه شيءٌ سقاه الخادِمَ، أو أمر به فَصُبَّ). (ص 282). والتمر الذي يُخمر ثلاثة أيام لا بد أن يكون به كحول، ولو كانت الكمية بسيطة. والفقهاء قالوا: ما أسكر كثيره فقليله حرام. ولكنهم في الوقت نفسه حللوا النبيذ وحرموا الخمر. ولذا قال الفقيه الإمام أبو العباس أحمد رضي الله عنه: العجب من المخالفين في هذه المسألة؛ فإنهم قالوا: إن القليل من الخمر المعتصر من العنب حرام ككثيره، وهو مجمع عليه؛ فإذا قيل لهم: فلم حُرم القليل من الخمر وليس مذهبا للعقل؟ فلا بد أن يقال: لأنه داعية إلى الكثير، فحينئذ يقال لهم: كل ما قدرتموه في قليل الخمر هو بعينه موجود في قليل النبيذ فيحرم أيضاً، إذ لا فارق بينهما إلا مجرد الاسم إذا سلم ذلك. وهذا القياس هو أرفع أنواع القياس (الجامع لأحكام القرآن، المائدة 93).
والفقهاء الذين أباحوا النبيذ لأن النبي كان ينتبذ، اختلفوا في الأواني التي يصنع فيها النبيذ، فروى مالك عن ابن عمر في الموطأ (أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الانتباذ في الدباء والمزفت) وجاء في حديث جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام من طريق شريك عن سماك أنه قال (كنت نهيتكم أن تنبذوا في الدباء والحنتم والنقير والمزفت فانتبذوا ولا أحل مسكرا) (الدبّاء هو القرع، والحنتم: جرار خضراء بها حُمرة، والنقير: جذع النخلة ينقرونه أي يجوفونه ويضعون فيه التمر والماء ليختمر ويصير نبيذاً، والمزفت: القربة أو الجلد الذي يُدبغ بالقطران). واختلف الفقهاء كذلك في هل يُنبذ التمر لوحده أم يُخلط مع ثمار أخرى، ففي حديث عن النبي أنه قال: (لا تنتبذوا الزهو والزبيب جميعاً، ولا التمر والزبيب جميعاً، وانتبذوا كل واحد منهما على حدة).
فلماذا حرّم الفقهاء الخمر ولم يقل القرآن بتحريمها؟ ولماذا أباحوا النبيذ وهو مسكر؟ وأعتقد أنه كان الأولى بالفقهاء اتباع رأي فقهاء العراق من أمثال إبراهيم النخعي وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وشريك وابن شبرمة وأبو حنيفة وسائر الفقهاء الكوفيين وأكثر علماء البصرة الذين قالوا: (إن المحرم من سائر الأنبذة المسكرة هو السكر نفسه لا العين (يعني ليست الخمرة نفسها المحرمة إنما المحرّم السكر)). فإذا شرب الإنسان كأساً أو كأسين من خمر مع وجبة العشاء فإن ذلك لا يسكره وفي نفس الوقت يزيد من استمتاعه بالوجبة، فلماذا يحرم الفقهاء ما لم يحرّم الله: (قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (الأعراف، 32).

د. كامل النجار

لم يدع الإمام مالك شيئاً يقال في الخمر إلا قاله وأصبح قوله في الخمر يُضرب به المثل، فيقولون، مثلاً: (قال فيه ما لم يقل مالك في الخمر.) فما هي قصة الخمر مع فقهاء الإسلام؟ الخمر كانت معروفة للإنسان منذ أن عرف الزراعة في أرض بابل وغيرها، وكانت معروفة لقدماء المصريين منذ آلاف السنين، وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة في سورة يوسف: (يا صاحبيّ السجن أما أحدكم فيسقي ربه خمراً) (الآية 41). والمفسرون المسلمون زعموا أن الخمر كانت معروفة لآدم وحواء، فقال ابن مسعود في تفسير الآية 35 من سورة البقرة عن الشجرة التي منع الله آدم وحواء من أن يأكلا منها: (هي شجرة الكرم، ولذلك حُرّمت علينا الخمر). وقال ابن المسيب: (إنما أكل آدم بعد أن سقته حواء الخمر فسكر وكان في غير عقله) (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، البقرة/35). وزعم بعض الفقهاء أن بعض الملائكة شربوا الخمر. و روى ابن عباس قصة عن الملكين هاروت وماروت عندما انتشر الفساد في بني آدم واستنكر ذلك الملائكة فأنزل الله هاروت وماروت إلى الأرض بعد أن أعطاهما بعض خصائص الإنسان، فراودا امرأة تدعي (الزهرة) عن نفسها وشربا الخمر. (الجامع لأحكام القرآن، البقرة/ 102).
فما هي قصة الخمر مع الإسلام؟
كان عرب ما قبل الإسلام يشربون الخمر ويتبارون في وصف محاسنها في أشعارهم. ولما جاء الإسلام استمر المسلمون يشربون الخمر طوال الفترة المكية (ثلاث عشر سنة) ولم ينزل شيء في القرآن عنها. ثم هاجر النبي إلى المدينة واستمر الصحابة، بما فيهم عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف والعباس عم النبي، يشربون الخمر. وفي حوالي العام الثالث الهجري أتى عبد الرحمن بن عوف، وعليّ بن أبي طالب وعمر بن الخطاب، النبي فقالوا: أفتنا في الخمر والميسر، فإنهما مذهبة للعقل، مسلبة للمال، فأنزل الله (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) (العجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني، البقرة/ 219). فإذاً الخمر فيها منافع للناس وفيها ضرر إذا أكثر الشارب منها، تماماً كالأكل، لا يعيش الإنسان بدونه، لكنه مضر بالصحة إذا أكثر الإنسان منه. واستمر الناس في شرب الخمر إلى أن صلى رجلٌ المغرب (يقال إنه عمر بن الخطاب) فخلط في قراءته، فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) (النساء 43). (فكانوا يشربونها حتى يأتي أحدهم الصلاة وهو مفيق) (المصدر نفسه ص 355). ثم سكر العباس يوماً فاستل سيفه وقطع أسنمة وأكباد ناقتين كانتا لعليّ بن أبي طالب، فاشتكى عليّ للنبي، فأتى النبي المنزل الذي به عمه العباس، فأغلظ له العباس في القول. وخرج النبي محنقاً، فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون* إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) (المائدة/ 90، 91). ونزلت هذه الآية حوالي العام الثامن الهجري. ومعنى هذا أن النبي رغم أنه لم يشرب الخمر فقد سمح للمسلمين بشربها مدة لا تقل عن عشرين عاماً منذ بداية الرسالة. وحتى الآية الأخيرة ليس فيها تحريم واضح للخمر، ولكن الفقهاء من أمثال الإمام مالك قالوا إن كلمة (فاجتنبوه) تعني الأمر، وبالتالي التحريم. ولكن القرآن كان صريحاً في الأشياء التي أراد تحريمها، فقال: (حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) وكذلك (حُرّمت عليكم أمهاتكم...) إلى نهاية الآية. فهل فعلاً أراد القرآن تحريم الخمر؟ الواضح أن بعض المسلمين الأوائل لم يقتنعوا بهذا الكلام، واستمروا في شرب الخمر. وشرب جماعة بالبصرة في خلافة عمر، فكتب أبو عبيدة إلي عمر: إن نفراً من المسلمين أصابوا الشراب، منهم ضرار وأبو جندل، فسألناهم فتأولوا وقالوا: خُيرنا فاخترنا، قال الله: (فهل أنتم منتهون) ولم يعزم علينا. فكتب إليه عمر: فذلك بيننا وبينهم، (فهل أنتم منتهون) يعني (فانتهوا). فأجمع الناس وادعهم، فإن زعموا أنها حلال فاقتلهم، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين. فبعث إليهم فسألهم على رؤوس الناس، فقالوا: حرام، فجلدهم ثمانين (تاريخ الطبري، ج2، ص507).
وقد جادل جماعة كثيرون في هذا الأمر واستشهدوا بحديث الرسول الذي يقول: (إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها). فأول آية نزلت عن الخمر قالت إن الخمر فيها منافع للناس، ومن بعض هذه المنافع الشفاء، إذ أن الكحول يستعمل الآن في علاج بعض الأمراض ومنع بعضها، مثل الذين يشربون ماء (مبرد السيارات) Radiator فإنه يصيبهم بالهبوط الكلوي إذا لم يُعالجوا، وعلاجهم الوحيد هو حقنهم بالكحول. ويقول القرطبي: (فوائد الخمر ربح التجارة، فإنهم كانوا يجلبونها من الشام برخص فيبيعونها في الحجاز بربح، وكانوا لا يرون المماسكة فيها، فيشتري طالب الخمر الخمر بالثمن الغالي. هذا أصح ما قيل في منفعتها، وقد قيل في منافعها: إنها تهضم الطعام، وتقوي الضعف، وتعين على الباءة، وتسخي البخيل، وتشجع الجبان، وتصفي اللون، إلى غير ذلك من اللذة بها). فإذا صح الحديث، لا يمكن أن تكون الخمر محرمة، لأن الله لا يجعل شفاء المؤمنين في شيء محرّم.
ثم إن الله يقول: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن) (البقرة 222). فكلمة (فاعتزلوا) هي أمر مثل كلمة (فاجتنبوه) ولكن الفقهاء مجمعون على أن إتيان النساء في المحيض ليس حراماً إنما هو مكروه، وزادوا بأن قالوا إن الرجل الذي يأتي امرأته وهي حائض لا كفارة عليه، وقال بعضهم عليه كفارة نصف درهم. فلماذا لا يكون شرب الخمر كالجماع في المحيض؟ وهناك آيات فيها صريح التحريم غير أن الفقهاء لا يحرمون ما نهت عنه. فمثلاً الآية: (والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين). ولكن صار الجمهور لحمل الآية على الذم لا على التحريم لما جاء في الحديث (أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم في زوجته إنها لا ترد يد لامس، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: طلقها، فقال له: إني أحبها. فقال له: فأمسكها) (بداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد القرطبي، ص 375). فهذه الزوجة الزانية لم يطلقها زوجها رغم التحريم الصريح في القرآن.وزعم الفقهاء أن الحديث نسخ آية صريحة في القرآن. وهناك آيات مثل: (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) و(ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) ولكن صار الجمهور لجواز نكاح الكتابيات الأحرار بالعقد، لأن الأصل بناء الخصوص على العموم: أعني أن قوله تعالى (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب) هو خصوص، وقوله (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن) هو عموم، فاستثنى الجمهور الخصوص من العموم (المصدر نفسه). فإذاً جمهور العلماء أباح نكاح المشركات رغم نهي القرآن الصريح لذلك. ويبدو أن الفقهاء يفتون بجواز ما هو معارض لصريح القرآن إذا تعلق الأمر بالنكاح كما رأينا في آية الزانية لا ينكحها إلا زاني، وفي الآيتين الأخيرتين وفي آية المحيض، ولكنهم حرموا الخمر دون نص واضح بالتحريم، وما ذلك إلا لأنهم عرفوا أن النبي لم يشرب الخمر.
ولو قصد الشارع تحريم الخمر فعلاً لكان نص على عقاب من يشربها، غير أن القرآن لم يذكر أي عقوبة على شارب الخمر، لا في هذه الحياة ولا في الآخرة، بل وعد عباده الصالحين بأنهر من خمر في الجنة. وفي حياة النبي لم يكن هناك حد في شرب الخمر، وروى الدارقطني فقال: (حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا أسامة بن زيد عن الزهري قال أخبرني عبدالرحمن بن أزهر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وهو يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد، فأتي بسكران، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن عنده: اضربوه. فضربوه بما في أيديهم. وقال: وحثا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه التراب. قال: ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه بسكران، قال: فتوخى الذي كان من ضربهم يومئذ؛ فضرب أربعين. قال الزهري: ثم أخبرني حميد بن عبدالرحمن عن ابن وبرة الكلبي قال: أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر، قال فأتيته ومعه عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف وعلي وطلحة والزبير وهم معه متكئون في المسجد فقلت: إن خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول: إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة فيه؛ فقال عمر: هم هؤلاء عندك فسلهم. فقال علي: نراه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون؛ قال فقال عمر: أبلغ صاحبك ما قال. قال: فجلد خالد ثمانين وعمر ثمانين. قال: وكان عمر إذا أتي بالرجل الضعيف الذي كانت منه الذلة ضربه أربعين، قال: وجلد عثمان أيضا ثمانين وأربعين (الجامع لأحكام القرآن، سورة النور/2). ويقول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، الباب الثاني عشر، كتاب الحدود، (باب الضرب بالجريد والنعال) أي في شرب الخمر: (أشار بذلك إلى أنه لا يشترط الجلد. وقد اختلف في ذلك على ثلاثة أقوال وهي أوجه عند الشافعية: أصحها يجوز الجلد بالسوط ويجوز الاقتصار على الضرب بالأيدي والنعال والثياب، ثانيها يتعين الجلد، ثالثها يتعين الضرب. وحجة الراجح أنه فعل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت نسخه ومورس الجلد في عهد الصحابة. فدل على جوازه، وحجة الآخر أن الشافعي قال في (الأم): لو أقام عليه الحد بالسوط فمات وجبت الدية فسوى بينه وبين ما إذا زاد فدل على أن الأصل الضرب بغير السوط، وصرح أبو الطيب ومن تبعه بأنه لا يجوز بالسوط، وصرح القاضي حسين بتعيين السوط واحتج بأنه إجماع الصحابة. (وقال عمر بن الخطاب إنه لو ضرب شارباً بالسوط ثمانين جلدة فمات لدفع ديته، لأن الحد أربعون وما زاد كان اجتهاداً من عمر نفسه. فالفقهاء هنا لا يتفقون حتى على طريقة جلد شارب الخمر، ناهيك عن عدد الضربات، فعندما شرب الوليد بن عقبة، والي الكوفة، استدعاه الخليفة عثمان إلى المدينة وأمر عبد الله بن جعفر فجلده أربعين. فقال علي بن أبي طالب: جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر أربعين، وجلد عمر ثمانين وكلٌ سُنّة. (الكامل في التاريخ لابن الجوزي، ج3، ص 6). فإذا كان الرسول قد جلد أربعين، من أعطى عمر الحق ليجلد ثمانين جلدة في شيء لم يحرّمه الله بصريح العبارة ولم يحدد له عقاباً؟ وهناك روايات تقول إن النبي لم يحد في الخمر إطلاقاً، وورد فيما أخرجه أبو داود والنسائي بسند قوي (عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوقت في الخمر حدا، قال ابن عباس: وشرب رجل فسكر فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما حاذى دار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك ولم يأمر فيه بشيء ) وأخرج الطبري من وجه آخر (عن ابن عباس: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا، ولقد غزا تبوك فغشى حجرته من الليل سكران فقال ليقم إليه رجل فيأخذ بيده حتى يرده إلى رجله) (فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال).
ورغم الجلد فقد استمر بعض الصحابة في شرب الخمر في أيام الخلفاء الراشدين. فعندما ولى الخليفة عمر النعمان بن علي بن فضلة على ميسان، وكان يقول الشعر، فقال‏:‏
ألا هل أتى الحسناء أن حليلها بميسان يسقى في زجاج وحنتم إذا شئت غنتني دهاقين قربة ورقاصة تحثو على كل ميسم فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوءه تنادمنا في الجوسق المتهدم فلما بلغ عمر قوله قال‏:‏ نعم والله إنه ليسوءني. من لقيه فليخبره أني قد عزلته‏.‏
وكان الصحابي أبو محجن الثقفي يحب الخمر وجلده عمر الحد سبع مرات ونفاه إلى جزيرة في البحر. ولما عاد أبلى بلاءً حسناً في موقعة القادسية، فقال له سعد لا نجلدنك على الخمر أبداً، فقال له أبو محجن: وأنا لا أشربها بعد اليوم. (الجامع لأحكام القرآن، البقرة/ 219). وكان أبو محجن قد قال:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروّي عظامي من بعد موتي عروقها ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها وفي عام عشرين من الهجرة عزل عمر قدامة بن مظعون عن البحرين وحده في شراب الخمر واستعمل عمر أبا هريرة وقيل‏:‏ أبا بكرة على اليمامة والبحرين‏.‏ (المنتظم في التاريخ، ج4، ص 128)
وكثير من الشعراء المسلمين تغنوا بالخمر، حتى حسان بن ثابت، شاعر النبي، تغنى بمحاسن الخمر، فقال:
إذَا ما الأشْرِباتُ ذُكِرْنَ يَوْمَاً فَهُنَّ لِطَيِّبِ الرَّاحِ الفِــــداءُ نُوَلِّيهــا المَلاَمَةَ إن أَلَمْنا إذَا مَا كَانَ مَغْثٌ أَو لـحَـاءُ وَنَشْرَبُهَا فَتَتْرُكَنَا مُلُوكــاً وَأُسْـداً مَا يُنَهْنِهُنا اللِّقَـــاءُ (زاد المعاد لابن قيم الجوزية، ج3، ص 220).
ويقول القرطبي: (ثبت بالنقل الصحيح أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه - وحسبك به عالما باللسان والشرع - خطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس؛ ألا إنه قد نزل تحريم الخمر يوم نزل، وهي من خمسة: من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير. وهذا أبين ما يكون في معنى الخمر؛ يخطب به عمر بالمدينة على المنبر بمحضر جماعة الصحابة، وهم أهل اللسان ولم يفهموا من الخمر إلا ما ذكرناه. (القرطبي/ الجامع لأحكام القرآن، المائدة 93).
وذهب أبو حنيفة والكوفيون إلى القول بأن الخمر لا تكون إلا من العنب، وما كان من غيره لا يسمى خمرا ولا يتناوله اسم الخمر، وإنما يسمى نبيذا. (المرجع نفسه والصفحة نفسها). ولكن القرآن يقول: (ومن ثمر النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً). ولكن في حديث رووي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن من العنب خمرا، وإن من العسل خمرا، ومن الزبيب خمرا، ومن الحنطة خمرا وأنا أنهاكم عن كل مسكر) ومع ذلك نجد أحاديثاً تبيح الشرب، فقد رووا عن أبي موسى أنه قال (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ومعاذاً إلى اليمن، فقلنا: يا رسول الله إن بها شرابين يصنعان من البر والشعير: أحدهما يقال له المزر، والآخر يقال له البتع، فما نشرب؟ فقال عليه الصلاة والسلام: اشربا ولا تسكرا) خرجه الطحاوي أيضاً إلى غير ذلك من الآثار التي ذكروها في هذا الباب.(بداية المجتهد لابن رشد، ص 344).
والخمر لا يختلف كثيراً عن النبيذ، فكلاهما يحتوي على كمية من الكحول تتفاوت بتفاوت مدة التخمير. فأغلب الثمار تتكون على جلدها خميرة تؤدي إلى تفاعلات كيماوية تغير السكر الموجود بالثمار إلى كحول. وقد عُرف عنه أنه كان (ص) يحب النبيذ. ويقول ابن قيم الجوزية في كتاب (الطب النبوي): (وثبت في (صحيح مسلم) أنه صلى الله عليه وسلم كان يُنْبَذُ له أوَّل الليل، ويشربُه إذا أصبح يومَه ذلك، والليلةَ التي تجيءُ، والغَد، واللَّيلةَ الأُخرى، والغَد إلى العصر، فإن بقى
منه شيءٌ سقاه الخادِمَ، أو أمر به فَصُبَّ). (ص 282). والتمر الذي يُخمر ثلاثة أيام لا بد أن يكون به كحول، ولو كانت الكمية بسيطة. والفقهاء قالوا: ما أسكر كثيره فقليله حرام. ولكنهم في الوقت نفسه حللوا النبيذ وحرموا الخمر. ولذا قال الفقيه الإمام أبو العباس أحمد رضي الله عنه: العجب من المخالفين في هذه المسألة؛ فإنهم قالوا: إن القليل من الخمر المعتصر من العنب حرام ككثيره، وهو مجمع عليه؛ فإذا قيل لهم: فلم حُرم القليل من الخمر وليس مذهبا للعقل؟ فلا بد أن يقال: لأنه داعية إلى الكثير، فحينئذ يقال لهم: كل ما قدرتموه في قليل الخمر هو بعينه موجود في قليل النبيذ فيحرم أيضاً، إذ لا فارق بينهما إلا مجرد الاسم إذا سلم ذلك. وهذا القياس هو أرفع أنواع القياس (الجامع لأحكام القرآن، المائدة 93).
والفقهاء الذين أباحوا النبيذ لأن النبي كان ينتبذ، اختلفوا في الأواني التي يصنع فيها النبيذ، فروى مالك عن ابن عمر في الموطأ (أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الانتباذ في الدباء والمزفت) وجاء في حديث جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام من طريق شريك عن سماك أنه قال (كنت نهيتكم أن تنبذوا في الدباء والحنتم والنقير والمزفت فانتبذوا ولا أحل مسكرا) (الدبّاء هو القرع، والحنتم: جرار خضراء بها حُمرة، والنقير: جذع النخلة ينقرونه أي يجوفونه ويضعون فيه التمر والماء ليختمر ويصير نبيذاً، والمزفت: القربة أو الجلد الذي يُدبغ بالقطران). واختلف الفقهاء كذلك في هل يُنبذ التمر لوحده أم يُخلط مع ثمار أخرى، ففي حديث عن النبي أنه قال: (لا تنتبذوا الزهو والزبيب جميعاً، ولا التمر والزبيب جميعاً، وانتبذوا كل واحد منهما على حدة).
فلماذا حرّم الفقهاء الخمر ولم يقل القرآن بتحريمها؟ ولماذا أباحوا النبيذ وهو مسكر؟ وأعتقد أنه كان الأولى بالفقهاء اتباع رأي فقهاء العراق من أمثال إبراهيم النخعي وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وشريك وابن شبرمة وأبو حنيفة وسائر الفقهاء الكوفيين وأكثر علماء البصرة الذين قالوا: (إن المحرم من سائر الأنبذة المسكرة هو السكر نفسه لا العين (يعني ليست الخمرة نفسها المحرمة إنما المحرّم السكر)). فإذا شرب الإنسان كأساً أو كأسين من خمر مع وجبة العشاء فإن ذلك لا يسكره وفي نفس الوقت يزيد من استمتاعه بالوجبة، فلماذا يحرم الفقهاء ما لم يحرّم الله: (قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (الأعراف، 32).
ولا ندري لماذا يزيد الفقهاء الأمور تعقيداً ويحرمون على الناس كل ما هو مستحب، وكان الرسول يحاول التسهيل على أمته في كل شيء. وقد روى مالك من حديث عبد الله بن عمر أنه قال (وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بمنى والناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: يا رسول الله لم أشعر فحلقت قبل أن أنحر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انحر ولا حرج، ثم جاءه آخر فقال: يا رسول الله لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، فقال عليه الصلاة والسلام: ارم ولا حرج، قال: فما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ عن شيء قُدِمَ أو أُخِرَ إلا قال: افعل ولا حرج). (نهاية المجتهد ص 256). فلماذا لا يتخذ الفقهاء من رسول الله أسوة حسنة؟
وربما يتعلم الفقهاء المسلمون من تجارب الغير، فقد حاول المتشددون المسيحيون في أميركا في القرن التاسع عشر منع تصنيع واستيراد وشرب الخمور وأجبروا مجلس الشيوخ على التعديل الثامن عشر للدستور في عام 1919 فأصبح بيع وشراء وشرب الخمور جرماً يعاقب عليه القانون. وبالطبع لم يتوقف الناس عن شرب الخمر الذي كان يحصلون عليه هن طريق التهريب الذي كان يحتكره الجد الأكبر لعائلة كينيدي، فأصبحت العائلة أغنى عائلة في أميركا بفضل بيع الخمور المهربة. وأخيراً رضخ مجلس الشيوخ للواقع وأدخل التعديل الحادي والعشرين على الدستور في عام 1933 ورجعت الأمور إلى ما كانت عليه. وحتى فنلندة والأقطار الإسكندنافية وكندا أصدروا قوانين بعد الحرب العالمية الأولى تحظر بيع وشرب الخمور، ورجعوا وألغوا تلك القوانين غير المجدية. فهل تحذو البلاد الإسلامية حذو هذه الأقطار؟ نأمل ذلك.

ما هو حد شرب الخمر بالقرآن الكريم؟؟؟ لا تقل لي أنه ورد بالأحاديث الشريفة فما ورد كله صادر عن آحاد خاصة أنه ورد عن أبو هريرة، ذلك الذي روى ستة آلاف حديث خلال سنتين و قال أنه لا زال يحفظ أربعين ألفا لكنه كتمها.............
هل تعلمون أن سعيد بن المسيب لم يقبل حد الخمر وكان يقول لمن سأله لو استطعت أن تغطيه بردائك فأفعل وهو فقية يأخذ منه وكان من التابعين؟

الإسلام لم يجعل عقوبة لشارب الخمر فمن قال أنها حرمت بلا عقوبة فكأنه يقول أن الإسلام جاء ناقص وأكمله عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

كثير من الصحابة شربوا الخمر بعد رسول الله واحتدوا فيها على زمن عمر

أفتى بعض فقهاء الأحناف بجواز الوضوء بالنبيذ على ما عرف به أنه خمر فلو كان نجس لما أفتوا بهذه الفتوى

و أخيرا و ليس آخرا، لقد وعدنا الله بالخمر في الجنة و حتى نعتاد عليها فإننا نشربها من الآن حتى لا نفاجأ بها، أما إذا كنت تتقزز من الخمر الآن، فكيف ستشربها في الجنة؟؟؟؟ هل ستقول لربك أنها مقرفة؟؟؟؟؟

أخرج مسلم وغيره من حديث عائشة ( أنها كانت تنتبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة ، فإذا كان العشى فتعشى ، شرب على عشائه ، وإن فضل شئ صبته أو أفرغته ثم تنتبذ له بليل ، فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه قالت تغسل السقاء غدوة وعشية

قصد الشارع تحريم الخمر فعلاً لكان نص على عقاب من يشربها، غير أن القرآن لم يذكر أي عقوبة على شارب الخمر، لا في هذه الحياة ولا في الآخرة، بل وعد عباده الصالحين بأنهر من خمر في الجنة. وفي حياة النبي لم يكن هناك حد في شرب الخمر،

وهناك روايات تقول إن النبي لم يحد في الخمر إطلاقاً، وورد فيما أخرجه أبو داود والنسائي بسند قوي (عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يوقت في الخمر حدا، قال ابن عباس: وشرب رجل فسكر فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما حاذى دار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فضحك ولم يأمر فيه بشيء ) وأخرج الطبري من وجه آخر (عن ابن عباس: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر إلا أخيرا، ولقد غزا تبوك فغشى حجرته من الليل سكران فقال ليقم إليه رجل فيأخذ بيده حتى يرده إلى رجله) (فتح الباري شرح صحيح البخاري، كتاب الحدود، باب الضرب بالجريد والنعال).

والخمر لا يختلف كثيراً عن النبيذ، فكلاهما يحتوي على كمية من الكحول تتفاوت بتفاوت مدة التخمير. فأغلب الثمار تتكون على جلدها خميرة تؤدي إلى تفاعلات كيماوية تغير السكر الموجود بالثمار إلى كحول. وقد عُرف عنه أنه كان (ص) يحب النبيذ. ويقول ابن قيم الجوزية في كتاب (الطب النبوي): (وثبت في (صحيح مسلم) أنه صلى الله عليه وسلم كان يُنْبَذُ له أوَّل الليل، ويشربُه إذا أصبح يومَه ذلك، والليلةَ التي تجيءُ، والغَد، واللَّيلةَ الأُخرى، والغَد إلى العصر، فإن بقى
منه شيءٌ سقاه الخادِمَ، أو أمر به فَصُبَّ). (ص 282). والتمر الذي يُخمر ثلاثة أيام لا بد أن يكون به كحول، ولو كانت الكمية بسيطة. والفقهاء قالوا: ما أسكر كثيره فقليله حرام. ولكنهم في الوقت نفسه حللوا النبيذ وحرموا الخمر. ولذا قال الفقيه الإمام أبو العباس أحمد رضي الله عنه: العجب من المخالفين في هذه المسألة؛ فإنهم قالوا: إن القليل من الخمر المعتصر من العنب حرام ككثيره، وهو مجمع عليه؛ فإذا قيل لهم: فلم حُرم القليل من الخمر وليس مذهبا للعقل؟ فلا بد أن يقال: لأنه داعية إلى الكثير، فحينئذ يقال لهم: كل ما قدرتموه في قليل الخمر هو بعينه موجود في قليل النبيذ فيحرم أيضاً، إذ لا فارق بينهما إلا مجرد الاسم إذا سلم ذلك. وهذا القياس هو أرفع أنواع القياس (الجامع لأحكام القرآن، المائدة 93).
والفقهاء الذين أباحوا النبيذ لأن النبي كان ينتبذ، اختلفوا في الأواني التي يصنع فيها النبيذ، فروى مالك عن ابن عمر في الموطأ (أن النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن الانتباذ في الدباء والمزفت) وجاء في حديث جابر عن النبي عليه الصلاة والسلام من طريق شريك عن سماك أنه قال (كنت نهيتكم أن تنبذوا في الدباء والحنتم والنقير والمزفت فانتبذوا ولا أحل مسكرا) (الدبّاء هو القرع، والحنتم: جرار خضراء بها حُمرة، والنقير: جذع النخلة ينقرونه أي يجوفونه ويضعون فيه التمر والماء ليختمر ويصير نبيذاً، والمزفت: القربة أو الجلد الذي يُدبغ بالقطران). واختلف الفقهاء كذلك في هل يُنبذ التمر لوحده أم يُخلط مع ثمار أخرى، ففي حديث عن النبي أنه قال: (لا تنتبذوا الزهو والزبيب جميعاً، ولا التمر والزبيب جميعاً، وانتبذوا كل واحد منهما على حدة).
فلماذا حرّم الفقهاء الخمر ولم يقل القرآن بتحريمها؟ ولماذا أباحوا النبيذ وهو مسكر؟ وأعتقد أنه كان الأولى بالفقهاء اتباع رأي فقهاء العراق من أمثال إبراهيم النخعي وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وشريك وابن شبرمة وأبو حنيفة وسائر الفقهاء الكوفيين وأكثر علماء البصرة الذين قالوا: (إن المحرم من سائر الأنبذة المسكرة هو السكر نفسه لا العين (يعني ليست الخمرة نفسها المحرمة إنما المحرّم السكر)). فإذا شرب الإنسان كأساً أو كأسين من خمر مع وجبة العشاء فإن ذلك لا يسكره وفي نفس الوقت يزيد من استمتاعه بالوجبة، فلماذا يحرم الفقهاء ما لم يحرّم الله: (قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (الأعراف، 32